آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-08:41ص

الإفلات من بين فكي كوفيد

الأحد - 02 مايو 2021 - الساعة 02:54 ص

د. غازي الحيدري
بقلم: د. غازي الحيدري
- ارشيف الكاتب


أربعُ جُمَعٍ متوالية عاشها كاتب هذه السطور قابعاً بين حيطان منزله الأربعة ملازماً لسريره ، وطريح فراشه ، لم تره الشمس ولم يرها .

لم يُعرف عنه بأنه أُسعف يوماً ما الى مركز او مشفى صحى ، إذ لايُرى بين زملائه الا صحيحاً معافى ونشيطاً على الدوام .

وهاهم زملاؤه يفتقدوه لأيام ، اذ لم يعهدوه متغيباً او متساهلاً في دوامه ، كما أنه ترك فراغاً واضحاً في وسائل الاتصال الاجتماعي كما عبّر عن ذلك بعض زملائه ، مما أثار الكثير من التساؤلات افتقاداً لحضوره وتفاعله في الجروبات ، خاصة وأن الموسم موسم تفاعل معهود من قبله وهو موسم رمصان المبارك ..

أين هو ؟
من يدلنا على قريبٍ له ؟
هذا يسأل، وذاك يتساءل ،
يتم الاتصال على جواله ولكن دون جدوى
ما الأمر ؟
ماذا حلّ بالزميل والصديق ؟

لقد غيّبهُ عن الأنظار وعن الشاشات مالم يكن يتوقعه .
نعم .. بل الذي غيّبه ذلك الأمر الذي غيّب الكثير عالمياً وعربياً ومحلياً عن الدنيا ناهيك عن أنظار الزملاء والخلان .
ذلك الأمر الذي كان ينكره أشد الإنكار ، ولم يبالِ به مطلقاً رغم انتشاره وقربه وإصابته لبعض زملائه المقربين ..
لم يكن ليتوقع مطلقاً أن يطاله هو أو يصيبه.
بل لربما اعتبر مايحدث حوله مجرد إشاعات مغرضة ومؤامرات ومزايدات ليس إلا ..
ومع أنه يرى الكمامات تكسو أفواه من حوله في محل عمله او في الشارع او المسجد ، إلا أنه ربما ضحك على أولئك ولم يكد يصدّق مايجري رغم تصديق العالم أجمع مايدور ويحدث ، حتى حلّت المفاجأة وحصل مالم يكن متوقعاً ، ليتحقق بأن ما قرأه وشاهده وتابعه عبر الإعلام او عايشه على أرض الواقع وشاهده بأم عينيه أمر واقعي وحقيقي وليس أمامه سوى الاستسلام .

انها الإصابة بالوباء العالمي.
الوباء الذي أنهك العالم وأرعبه .
إنه كوفيد 19، إنه فيروس كورونا
..
وما أدراك ماهو ذلك الفيروس ؟!
إنها الحمى التي لاتطاق ولم يكن يعرفها من قبل
إنه الألم الذي لم يكن معهوداً مسبقا
إنه الانهاك من مجرد حركة بسيطة
إنه ..إنه ..
إنه شعور لايوصف بحق ..
أيام عاشها صاحبنا مترقبا لياليها بكل خوف كون الليالي أشد ألماً ، إذ يفارق الكرى الأعين فتظل ساهرة متألمة ،

انها أيام مُرّة ، وليالٍ مؤلمة يعيشها كل من داهمه ذلك الوباء ، وفي ذلك التساهل واللامبالاة درس لاينسى .

وبعد شهر من المعاناة
هاهو صاحبنا بفضل الله جلّ وعلا وبفضل الاطباء المتمكنين ينجو من بين فكي ذلك الوباء الخبيث ليبدأ حياة جديدة وعمراً آخر ، فالخارج من ذلك المأزق مولود والحمد لله رب العالمين .

Dr.Ghazi ✍️.