آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-12:06ص

مارب بين اطماع المحور الايراني وغباء القوى السياسية اليمنية

الأحد - 02 مايو 2021 - الساعة 02:28 ص

غمدان ابواصبع
بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب


لم يراهن المحور الايراني وحده على إسقاط مأرب هناك قوى سياسية يمنية ايضا راهنت وتمنت سقوطها فهي ترى صمود مارب يفقدها مشروعها التي ترى أن سقوط مارب بيد المحور الايراني يعجل بتحقيق حلمها متجاهلا أن مشروع المحور الايراني يتعلق بسيطرته على الساحل اليمني ويسعى لفرض سيطرة كاملة على مضيق باب المندب والمحيط الهندي والتي تمثل أهمية قصوى لتمدده الإقليمي والذي لا يتحقق إلا من خلال السيطرة على المضيق ما يجعلها متحكمة بأهم المنافذ البحرية مضيق هرمز ومضيق باب المندب وعبرهم تتحول إيران إلى قوة اقليمية نافذة وحاكمه لطرق التجارة العالمية والتي ترى أن مارب هي العقبة الاصعب لتحقيق حلمها ما جعل المحور الايراني يرمي بكل ثقله السياسي والعسكري لاجتياح مارب دون الاهتمام بعدد الضحايا.

ومن المؤسف أن تلك القوى المندرجة ضمن التحالف العربي تعمل على مساعدة مليشيات الحوثي التابعة للمحور الايراني على اسقاط مارب بطرق خفيفة ومكشوفة ايضا مكتفية بوعود ايران بالتوقف بمأرب وفتح حوار معها يمكنها من سيطرة نفوذها دون أي تهديد باجتياح مناطق نفوذها متجاهلة أن العدو الايراني لايهمه صنعاء ومارب بقدر ما يهمه فرض سيطرته على الساحل الممتد من باب المندب حتى مضيق هرمز وان سقوط مأرب يسهل عليه ابتلاع كامل المحافظات المحررة .

وبدلا من مواجهة المحور الإيراني وهزيمته بصفته مشروع يمثل خطورة على اليمن كاملة يساهم الاغبياء بدون وعي وادراك على خدمة اجندة طهران على حساب مصالحهم وهي مصالح محسومة في ابجدية السياسة الايرانية ولن تقبل بالتنازل عنها مالم يكون لها سيطرة مطلقة يمكنها من فرض سياستها التوسعية في منطقة الشرق الأوسط .

والغريب أن تلك القوى تشاهد وتسمع القيادات الايرانية تصدر تصريحات بين الحين والاخر تعبر من خلالها عن حقيقة أطماعها ورغم ذلك تتجاهل او انها خدعت بوعود وهي وعود تتبخر بمجرد فرض محور طهران سيطرته على آخر محافظة تمثل الشرعية .

ويظل السؤال الاهم يطرح نفسه ماذا لو سقطت مأرب بيد الحوثيين هل سيتوقف الحوثي بالحدود الشطرية سيتوجه الحوثي نحو محافظة شبوة مدعي مطاردة الإخوان جماعة الحوثي مستفيدا من حجم الانقسام بين المكونات الجنوبية الى جانب تحويل قوته الى الساحل الغربي و لن يتوقف لا بإسقاط الساحل فهو يرى باب المندب مشروعه الرئيسي الى جانب خليج عدن .

على القوى السياسية اليمنية أن تقرأ المشهد السياسي والعسكري وأن تنظر لتصريحات الايرانية بعين السياسي المحنك المدرك لما تخفيه تلك التصريحات من اطماع وتطلعات بصفتها مصدر يمنحها القوة والنفوذ ولن يتحقق لها شي لك إلا من خلال حيازة الساحل بحيازتها الساحل اليمني الممتد من جزير حنيش حتى مضيق هرمز يجعله القوة الوحيدة المتحكمة بالمنطقة ويجعلها تفرض شروطها على القوى الدولية والعربية كما يمكنها من مد نفوذها على دول القرن الأفريقي