آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:54م

حرب و رهان أخير ..

السبت - 01 مايو 2021 - الساعة 08:28 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


 

   يبدو أن هناك خلاف ما يحدث بين الرياض و أبوظبي و الذي بدات أثاره تظهر على السطح و على الأرض في اليمن ، و لعل معارك مأرب كانت الفجوة التي أظهرت بوادر الخلاف إلى العلن ، و الإحتمال الكبير ان ذلك الخلاف هو بشأن طريقة الخروج من اليمن و إعلان وقف الحرب و شكل و مضمون التسوية النهائية التي ستتم كمسك ختام لحرب دامت سبع سنوات دون تحقيق اي نتيجة لأي من الأهداف التي شُكل التحالف من أجل تحقيقها..

 

    تتسابق أطراف الصراع الداخلية في اليمن لإستغلال الخلاف بين الرياض و أبوظبي لمصلحتها و تحقيق نتائج لم تستطع تحقيقها قبل ظهور ذلك الخلاف.. و بالمقابل تعمل الرياض و ابوظبي بالضغط كل على الأخرى بإستخدام الأطراف الداخلية لتحقيق مكاسب سياسية عسكرية على الأرض..

 

  لا خلاف بين الرياض و أبوظبي حول الحوثيين ، فالحوثيين فرضوا أنفسهم عليهما و على العالم كطرف رئيس ، كما أنهما يتفقان حول وجوب وقف الحرب ، لكنهما يختلفان حول من يمثل الطرف الآخر الذي سيفاوض الحوثيين ..

 

  لاشك أن السعودية تتعرض لضغوط سياسية لإيقاف الحرب من عدة دول من بينها الولايات المتحدة و المنظمات الحقوقية و الإنسانية الدولية ، كما تتعرض لضغوط إقتصادية بفعل التكلفة الباهضة للحرب التي بدأت تؤثر سلباً على ميزانيتها العامة و مخزونها من الإحتياطي العام لإقتصادها ، لذا فإيقاف الحرب بأي تسوية سياسية تضمن أمنها بالدرجة تمثل فرصة كبيرة بالنسبة لها للخروج من مستنقع و وحل حربها في اليمن الذي وقعت فيه.. و هي تدعم طرف الشرعية ليكون الممثل المقابل للحوثيين و ذلك على إعتبار ان الشرعية تمثل نقطة و ركيزة دستورية و قانونية تشرعن لها أي أتفاقيات او صفقات تم التوقيع عليها مسبقاً بين الطرفين و تكون ملزمة حتى بعد إتمام أي تسوية نهائية للحل الشامل ، كما انها تعتبر وجود حزب الإصلاح كمؤثر فاعل ضمن قوام الشرعية يمثل لها ضمانة دينية و قبلية حليفة لخلق توازن قوى مع الحوثيين على شريطها الحدودي... إضافة إلى ذلك فبقاء حزب الإصلاح قوة فاعلة و مؤثرة يمكنها من إبرام تسويات سياسية خارجية مع داعميهم ، كحل بعض ملفات الخلافات العالقة مع قطر و تركيا، كقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي..

 

   أما بالنسبة للإمارات فهي تريد أن تبقي الإخوان ( الإصلاح) خارج مقاعد التسوية السياسية ، كما أن الأهداف الخارجية الجديدة للسياسة السعودية الجديدة كالتقارب مع أنقره يزعج الإمارات ، خصوصاً و ان هذا التقارب يتم بواسطة قطر و بعيدا عن أبي ظبي او حتى الإشارة إليها...

 

     علاقة الإمارات بالسعوديه تحكمها مصالح مشتركة و ستعود حال توافق تلك المصالح ، و حالياً هناك خلاف و يسعى الطرفان لحله بتأجيج الوضع في المناطق المحررة ( الإنتقالي و الشرعية ) و تحشيد طرفي الصراع فيها ، و هناك من بعيد نسمع صدى لقرع طبول الحرب..

 

    ستبقى الشرعية و الإنتقالي بيادق تحركهما سياسة و مصالح الرياض و أبوظبي... فمتى ستتحرك تلك البيادق لصالح وطنها و شعبها بعيدا عن الأملاءات الخارجية ... ؟!