آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

جودة النخبة اليمنية واستراتيجيتها

الخميس - 29 أبريل 2021 - الساعة 06:16 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


من المعروف ان استراتيجية الدولة هي سيناريو أفعال " النخبة"  , الذي تفترض فيه النجاح الأكبر أو الاقل  خسارة  ، هي خطة عامة وليست مفصلة ، تغطي فترة زمنية طويلة لتحقيق هدف معقد وغير مؤكد  .

 

هناك عدة فروع لمفهوم الاستراتيجية  مثل : الاستراتيجية الوطنية  لمحاربة الفساد ، والتعليم ،وللترقية النسوية ، وللبيئة و التنمية المستديمة ، وللمناطق والموانئ التجارية ، ولتطوير الزراعة ، ولتطوير البنى التحتية ....الخ ، لكن مشكلة مفهوم الاستراتيجية يكمن في انه يحتاج الى  نخبة وطنية مختلفة الافكار والعلوم وبالذات في مجال السياسية و الاقتصاد  ، وللأسف سارت اغلب نخبة الجمهورية اليمنية بعد حرب 1994  في فلك الحاكم العسكري المنتصر وقبائله، و حصرت نفسها بالمفهوم العسكري و" الهبر " واصبح مفهوم استراتيجية الدولة بالنسبة لها يُختزل في علوم وفنون الحروب والفيد وتجهيز ونشر القوات للمعركة والغنائم  ، شبيهاً بالنموذج " الافغاني " .

دمرت حرب الإبادة الجماعية القاعدة الاقتصادية الهشة لرواندا في 1994 وهو بلد ريفي  ، وبعد الحرب  وقعت النخبة الرواندية اتفاق سلم و بدأت الحكومة برنامجًا استراتيجياً لتحسين اقتصاد البلاد ، حيث دخلت رواندا فترة من النمو الاقتصادي استطاعت خلال فترة قصيرة تسجيل نسبة 8 ٪   من النمو اقتصادي ، وهو رقم قياسي حافظت عليه منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا ، مما جعلها أحد أسرع الاقتصادات نموًا في إفريقيا ونجحت بذلك  في الحد من الفقر  وفي تطوير شبكة البنية التحتية للبلاد بسرعة.

دول الخليج التي نراها اليوم في قمة تطورها ، منذ البداية قامت نخبتها باتباع استراتيجيات اقتصادية تقف على الموارد والمصادر المتاحة لديها واولها النفط والموانئ وعلى مقياس و نهج واسع وطويل الأجل ، فتحت من خلالهما  ابواب استراتيجيات اخرى  تطويرية  كالتعليم والصحة والطرقات والكثير من البنى التحتية ، وهي اليوم في مصاف الدول المتقدمة ، ولديها استراتيجية الصناديق المالية المستقبلية لتأمين وحماية اقتصاد  الدولة و الاجيال القادمة  .

هل توجد في اليمن  نخبة سياسية واقتصادية بحق وحقيقة غير العسكرية ؟ ، اما ان البلاد اصبحت مجرد معسكر مفتوح للاستراتيجيات والعقليات القبلية وتجار الحروب وصراعاتهم على السلطة والثروات ؟ ، اين اختفت النخبة السياسية والاقتصادية اليمنية ؟ الى اين تذهب موارد البلاد الضخمة من النفط والغاز والاسماك والضرائب ؟ ولماذا الى يومنا هذا لم تُكتب او تُقدم اي استراتيجية وطنية تنموية في المناطق المسمى بالمحررة لتكون نموذجاً يحتذى به؟ .

طلبت الأمم المتحدة، في تقريرها الصادر يوم الاثنين بالإصلاح السريع لمينائي  عدن والمكلا من اجل إبعاد شبح المجاعة عن اليمنيين ، وهذا المطلب عيب في حق البلاد  ونخبتها ، و يدفعنا في  نفس الوقت الى طرح  سؤال على  بعض المشايخ وبعض الساسة والاقتصاديين اليمنيين ممن يدعون بأنهم انهوا الدراسات الجامعية واصبحوا يدرجون اسمائهم والقابهم في قائمة  النخبة ،   هل انتم بالفعل نخبه ؟ .