آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-10:32م

خطاب إعلام الانتقالي ونصيحة بن فريد وظهور المناضل علي شداد

الخميس - 29 أبريل 2021 - الساعة 05:27 ص

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


جائتني قبل ليلتين رسالة نصية من شخص مجهول أو بالأصح لم يدون رقمه في جوالي يدعوني لحضور وجبة إفطار ولقاء يقيمه المجلس الانتقالي للاعلاميين والصحافيين الجنوبيين تحت عنوان

(الخطاب الإعلامي الجنوبي بين الواقع والطموح)
هذا الشخص الذي دعاني للوجبه والندوه كما قلت لم يذكر اسمه ولم يحدد المكان ومع أنها لاول مره توجه لي دعوه من اعلام أو قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الا انني مسحت الرسالة مباشره ولم اتحمس لهذه الدعوة التي جائت متأخرة بعد اربع سنوات من إشهار الانتقالي ، واعترف انني يوم إعلانه ايدته بقوه وجعلت من خبر مهرجان اشهاره يتصدر الصفحه الأولى لصحيفة الجيش التي تصدر عن وزارة الدفاع لحكومة الشرعية ولم أفكر بتبعات ما اتعرض له كون المجلس مناهض للشرعية ، لكن المشروع العظيم الذي يحمله واعلنه آنذاك تدفع بالمخلصين الصادقين للجنوب وقضيته ان يقفون معه أو بالأصح مع شعب الجنوب الذي قدم الغالي والنفيس وانهاراً من الدماء الغالية والأرواح في مسيرة ثورة نضاله الطويل

وماذا بعد .. لم تمضي فترة وجيزة حتى بدأ ذلك الحلم لحامل القضية العظيمة يتبدد عندما حرك ماكنته الإعلامية وجلب الدخلاء على الحراك الجنوبي وقضيته من الاعلاميين والنشطاء المراهقين المتطفلين يشنون حملات تحريض وتخوين للاطراف الجنوبية والقوى السياسية العقلانية وووالخ ذلك الشحن والتحريض الإعلامي لم يأتي طواعية من الإعلاميين والنشطاء على منصات التواصل الاجتماعي ، بل كل شيء بمقابل مادي وكل منشور بحسابه وبالريال السعودي وليس اليمني.

افرز الخطاب الإعلامي المتهور والمغامر للانتقالي حالة من الانشقاق الجنوبي كانت نتيجته احداث يناير الخاطفة في العام 2015 بين الانتقالي والشرعية لتاتي لاحقاً تفجير الأوضاع في أغسطس العام 2019م وطبعاً لسنا اغبياء أن اتهمنا الانتقالي بالاعداد لذلك اليوم الاسود المشؤوم بل السيناريو المخطط له خارجياً

حسنأ .. احداث اغسطس تمكن الانتقالي من اجتياح معسكرات قوات الشرعية والحرس الرئاسي لتصل طلائع جنوده الى عمق القصر الرئاسي السيادي معاشيق ومقرات الحكومة وإلى اقتحام حرم بيت نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المناضل الوطني الحر أحمد الميسري . وبتلك الأحداث قسمت ظهر البعير وانقسم النسيج الاجتماعي الجنوبي عن بعضه وزاد معارك رمال أبين التي عمقت الجروح وخلفت مأساة قد لايشعر بها بعض المكابرين الهمجيين والبعض أعترف ومنهم القيادات العقلانية المعتدله في الانتقالي أنها خطأ استراتيجي فظيع

ماذا بعد كل تلك الدماء والشرخ الاجتماعي الحاصل يأتي الانتقالي ليقيم اداء خطابه الإعلامي بين الواقع والطموح . أي واقع وأي طموح ومازالت نفس العقلية التي تحرض على الكراهية والشحن على ضرب الخصوم وتخون وتوزع صكوك الوطنية وحب الجنوب وكأنها توزيع الريال السعودي المدنس الذي اخترق العقول والضمائر ودفع بتلك الاقلام الرخيصة إلى تكريس ثقافة الكراهية والحقد والتفرقة بين أبناء الوطن والنسيج الاجتماعي الواحد.

على الارجح تكلم اليوم الكاتب السياسي والقيادي في الانتقالي احمد عمر بن فريد بمنشوره الأخير عن وقف الحروب الأهلية الجنوبية وضرورة الحفاظ على ماتبقى من تماسك للجنوبيين ونحن تقول يااستاذ احمد دعوتك وأن كانت بعد خراب مالطا لكنها طيبه ونحن معك ندعمها بكل قوة فقط أنصح قيادة المجلس الانتقالي بمراجعة الخطاب الإعلامي النزق الذي يدعو إلى القتل وسفك الدماء من جديد.
وكما أشرت بتلك الاصوات الإعلامية الطفيلية التي عزت الانتقالي وميعت بما كأن يحمله من مشروع كبير استعادة دولة فإن هؤلاء المهرجين جاؤوا يتحدثون بإسم الجنوب وهم يطعنون وجدته التي مزقوها جاؤوا على حساب إعلاميين جنوبيين مناضلين حقيقيين ضحوا بكل شيء في ميدان النضال في ساحات النضال السلمي .
هل تتذكرون الإعلامي الجنوبي الجسور علي شداد أين هو اليوم من المشهد ومن المجلس الانتقالي. ظهر الليلة الماضية في مظاهرات عدن الاحتجاجية بعد غياب سنوات طويلة. هذا الاعلامي الجنوبي الحقيقي الأول الذي صدح صوته في وجه نظام صالح وهو بكل قوته . اليوم خارج نطاق الانتقالي لم يعد يتذكره واستبدله بالمطبلين والمنافقين والافاكين الجهلاء . اين رموز إعلام الجنوب الصناديد والكتاب الشجعان علي شداد وفضل مبارك وفاروق ناصر علي وخالد سلمان وصالح الحنشي وصالح الحميدي والطابور طويل.

الانتقالي تنكر لمن أسسوا الحراك ومن تعرضوا للقمع والتنكيل والسجون في اقبية نظام عفاش واستبدلهم بمن كانوا مع عفاش حتى صاحب أشهر قصيده هزت نظام عفاش علي حسين البجيري صار خائن في نظر من ركب السفينة التي قد تغرق بما فيها ،، أين موقع فتحي بن لزرق الذي فتح صحيفة وموقع عدن الغد مع الجنوب وشعبه وفي الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية كانت عدن الغد النافذة الإعلامية مع الجنوب ومازال الوحيد الذي ينشر كل الأخبار والاراء حتى التي لاتتفق مع قناعاته ، هذا الإعلامي العلم الحر تعرض ويتعرض لكل أنواع الإساءة والتخوين وتم شيطنته وارهابه من دعاة الجنوب الجدد.

أنصح السياسيين العقلاء والمعتدلين والشرفاء في الانتقالي أن يبادرون بمشروع خطاب إعلامي جنوبي نقي محترم يدعو إلى إعادة تطبيع الأوضاع ومعالجة اثار حروب اغسطس في عدن ومايو في رمال ابين. ليس عيب ان نعترف بالاخطاء ونعترف ان الجنوب انفصل عن بعضه فبل انفصاله عن الشمال نعم الجنوب انفصل بل وتمزق وتفتت نسيجه الاجتماعي ولاداعي للكذب وبيع ألوهم والتفاصيل الصادقين يتعرفون بالحقائق التي لاتقبل الشك والجدل والاجتهاد أما المتطرفين انتظر منهم بعد قرأءة مقالي هذا كل عبارات التخوين والإساءة والاتهامات الباطلة لكن في الأخير لا يصح إلا الصحيح. والمشروع القادم المعد خارجياً كبير إن لم نحاول نتجنبه بإعادة وحدة الصف والتعايش والشراكة وقبول الآخر وقبول الصوت الآخر الجنوبي حتى من الجن والله المستعان