آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-10:06م

اليمن تحذيرات ومخاوف لاتجد صدى

السبت - 24 أبريل 2021 - الساعة 01:25 ص

غمدان ابواصبع
بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب


تزايدت التحذيرات في الآونة الأخيرة مما يحاك لليمن من مشروع بدأ تنفيذه على الارض يهدف الى تمزيق أرضه وتفتيتها ليس على أساس دولتين كما كان قبل الوحدة وانما الى دويلات متعددة متنازعة عسكريا وهي خطوة تمثل خطورة على وحدة أراضيه واستقراره .

وهو ما نوه إليه الرئيس المصري في كلمة خاطب فيها القيادات اليمنية قالا اليمن بلدكم وانتم لوحدكم المسؤولين امام شعبكم بالدفاع عنه وحفظ سلامته وتجنيبه مزيد من الدمار والخراب .

كما طالب القيادات اليمنية البحث عن سبل تساهم بوحدة الصف الوطني باعتبارها الطريق الأسلم لتلافي المخاطر المحدقة باليمن وشعبها

ولعل ما قاله نائب السفير الأمريكي السابق لدى اليمن نبيل الخوري من تبلور مشاريع تقسيم اليمن والعمل على جعلها أمر واقع يدفعنا للتوقف أمام طرح مخاوفه .

داعيا بالوقت نفسه القوى اليمنية الى ضرورة التنبه لما يحاك لوطنهم وهو ما يتطلب تدارك القوى السياسية لما ترسم من مشاريع ستكون عواقبها وخيمة وعليهم الإسراع لتوحيد صفوفهم والخروج برؤية سياسية تعمل على لملمة الفرقاء السياسيين ما يتيح لهم فرصة تغليب الاجندة الوطنية على حسابات القوى الساعية لتمزيق اليمن .

فيما ذهبت صحيفة سويسرية بتقرير مفصل يشرح خطورة التقسيم الذي تعمل بعض القوى الدولية على تهيئة الأجواء لتنفيذه ويتضمن إنشاء مناطق متصارعة عسكريا يعمل كل طرف على الاستقلال بما تحت يده من مناطق مستفيدين من حجم الفجوة التي تتسع كل يوم في ظل فشل كبير للقوى اليمنية المرتهنة للقوى الاقليمية والدولية .

فالمخاوف لم تعد مخاوف وانما اصبحت واقع يتشكل ضمن فصائل عسكرية مستقلة استقلال كامل عن سلطة شرعية الرئيس هادي برعاية كاملة من التحالف ما يجعل الباحث في ملف الحرب بين الشرعية ومليشيات الحوثي يضع العديد من الاسئلة عن حقيقة دعم التحالف لشرعية الرئيس هادي وعن قناعتها بالحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه.


الغريب ان المخاوف التي يحذر منها قيادات و ساسه وصحف اجنبية لم يتطرق لها الساسة اليمنيين وكانهم غير معنيين بما يحاك لوطنهم وهو ما يكشف حجم الارتهان لتلك المشاريع المخيفة و المقلقة في ظل غياب نخبة وطنية قادرة على فرض أجندتها ورفضها لأي مشاريع تشكل مخاطر تهدد سلامة الأرض والإنسان اليمني .

والارتهان للقوى الإقليمية والدولية دون الاهتمام بالقضايا الوطنية يكشف مدى هشاشة النخب اليمنية ومدى استعدادها لتخلي عن واجبها الوطني.

رغم إدراكها لحجم تلك المخاطر وانعكاسها على اليمن وشعبه الا انها للاسف قيادات لايعنيها الوطن بقدر ما يعنيها مصالحها الشخصية باعتبارها مقياس لتقديم التنازلات .