آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:48ص

اليمن .. ان تكون اسيرا في بلادك

الخميس - 22 أبريل 2021 - الساعة 05:24 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


وفقًا لمعايير القانون الدولي الإنساني ، فأن أسير الحرب الذي يتضمن حماية خاصة ، هو ذلك الجندي الذي يشارك في الأعمال العدائية في نزاع مسلح دولي ، بينما في اليمن الكيانات السياسية  البارزة  الثلاث "  الحوثي والانتقالي والشرعية"  لديها اشخاص  يطلق عليهم اسرى حرب ، كذلك شيخ القبيلة وشيخ القرية وعاقل الحارة والتنظيمات المتطرفة ، وعاقل  سوق الخضرة والملابس والقات  .

 

الوضع في اليمن يشبه " العصيد " الدولة بذاتها وضعيتها تشبه حالة الاسر و  الجميع يعرض موكب السيادات واعلام مختلفة الالوان  في احتفالات  تبرز الحق في الارض والسلطة ،  حد فاهم حاجه ؟ ، والذي  " عصد" المشهد اليمني  زيادة ، هو ان الحوثي يحارب الشرعية والانتقالي ، والشرعية تحارب الانتقالي في المحافظات الجنوبية  ، الشرعية تتبادل الاسرى مع الحوثيين ، الحوثيين يتبادلون الاسرى مع  المجلس الانتقالي ، الشرعية والانتقالي يتبادلون فيما بينهم الاسرى  دون الالتفات الى اسرى الفقر  والتشريد التي خلفتها الحرب  .

 

أن النهج الناعم في المفاوضات بشأن تسوية الصراع في  الشمال بين الشرعية والحوثيين  و في الجنوب بين الشرعية والانتقالي  لم يكن فعالاً بل افرز زيادة في عدد الاسرى في بلادهم الاصلية ، التي كانوا يؤمنون  بالفرصة الجيوسياسية لإعادة توحيدها ، الا ان وقوع الجندي في الاسر  عند اخيه من المدينة او القرية المجاورة افقده الهوية و الاحساس  بالوطنية والبوصلة النفسية  واصبح يسعى الى فهم ما يجري في بلاده معا ومنفصلة ، حتى يتمكن من معرفة عن أي ارض  هو يدافع  ، او انتظار اللحظة المناسبة لاستعادة العدالة التاريخية لها .

استمرار الحرب  في اليمن  سيؤدي حتما إلى زيادة في انقسام المجتمع وفي معدل الكراهية وفي ظهور صراعات جانبية  جديدة مذهبية وأيديولوجيًة وقبلية وزيادة في الدمار والتخلف و اعداد الاسرى و النازحين الداخليين  وبغض النظر عن مستقبل الجمهورية اليمنية موحدة ام لا ، من الضروري التعلم من الأحداث الحالية والماضية بالابتعاد عن الشوفينية وعن ان نكون ادوات حرب بيد الغير ، ونقرر بجدية الجلوس لوحدنا دون وساطة .

لقد اصبحت اغلب الاشياء في اليمن تحت علامة الاستفهام  من الدولة والمعارضة ، التي  نصفها داخل البلاد والنصف الاخر خارجها هل هم احرار أم في الاسر؟ ، الى الجنود الذين اصبحوا اسرى في معتقلات لا تبعد عن منازلهم و قراهم سوى بضعة كيلومترات  ، بينما لايدرك هولاء الجنود ان  خارج المعتقلات ، هناك اخوة لهم ايضاً اسرى للمساعدات الغذائية والفساد  والمنح المالية واسرى  الكلمة والفكرة والصوت  ولقمة العيش والماء والكهرباء  والرواتب والبترول والغاز .