تحول العمل الطبي إلى شيء مخيف في ظل ارتفاع تكاليف إجراء العمليات الطبية وما تتطلبه من فحوصات و التي أصبحت خيالية يصعب على المواطن البسيط اجرائها.
فالمواطن اليمني يعاني من مشاكل ليس لها نهاية حرب وتشرد وفقر و اسعار مرتفعه يجد الموظف نفسه عاجزا أمام توفير متطلبات العيش ما يجعله في حالة من القلق فكيف من هو غير موظف وليس له أي مصدر دخل .
ام امجد موظفة ولديها ثلاثة أطفال تقول تعرضت لحادث قبل ثلاث سنوات وانكسرت قدمي لم اكن امتلك قيمة العملية وراتبي لا يكفي مادفع امي تبيع ذهبها واقترضت من بعض الزميلات واجريت العمليه ولكن كان هناك هم آخر وهو اجراء عملية اخرى بعد عام لانتزع الصفائح من قدمي .
والحمدالله عدت امشي على قدمي لكن الطبيب اخبرني انه يتوجب على خلع الصفائح بوقت المحدد دون تأخير .
وبعد عام بدأ الخوف يتسلل الى قلبي ولم يكن خوفي من ألم العملية وإنما كيف لي بتوفير قيمتها ما دفعني لعدم إجراء العملية فما زالت مكبلة بالديون العملية السابقة.
مرت ثلاث سنوات لتبدأ قدمي بالانتفاخ توجهت لطبيب فقال ضروري اجراء العملية قبل ان تصاب قدمي بتلوث فصفيحة قد تسبب لي غرغرينا سالت الطبيب كم تكلفة العملية فقال 450الف ريال مبلغ بالنسبة لي كبير جدا فراتبي بالكاد لا يكفي لتوفير مصاريف اولادي ناهيك عن إيجار المنزل خاصه اني أصبحت وحيدة بعد وفاة زوجي .
.
مكالمه هاتفيه عادت لي الامل من جديد
في يوم زارتني صديقة لي تعمل موظفة بمكتب رئاسة الجمهورية وسألتني لماذا تأخرتي كل هذا الوقت اخبرتها اني لا امتلك قيمة إجراء العملية.
رائفت لحالي وقالت سوف اكلم مديري واشكي له حالتك لعله يرحمك ويقدم لك مساعدة مالية تجري بها العملية .
لم يمر اسبوع حتى اتصلت بي لتقول لي ابشري فقد كلمت الدكتور عبدالله العليمي وهو وعد بمساعدتك ولكني أخبرتها ان قريبة لي وعدتني بتحويل المبلغ ولكنها اعتذرت في اليوم الثاني ما دفعني لاتصل بصديقتي وطلبت منها المبلغ ضحكت وقالت حاضر .
وبعد يومين اتت لزيارتي وسلمت لي المبلغ المطلوب شعرت بسعادة غامرة وأجريت العملية وعند خروجي زارتني صديقتي وطلبت منها تقديم شكري لمدير مكتب رئاسة الجمهورية
استمرت بالحديث قائلة سعادتي لا توصف وأكثر ما فوجئت به أن مدير المكتب اعطاني اكثر من المبلغ المطلوب شكرته وشكرت مديرها وأجريت العملية وعدت الى اطفالي وانا لم اعد خائفه من اصابتي بالغرغرينا .
