آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:01م

العفيفي وشكري ودولين .. والرحيل الصامت

السبت - 10 أبريل 2021 - الساعة 11:24 م

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


الموت يحصد الناس في هذه الايام دون وداع أو سابق إنذار .

تفشي الوباء والحميات وكورونا وغيرها من الأمراض الفتاكة ، تفاجئنا بين لحظة وأخرى بخبر وفاة صديق وغالي من الناس.

لم اعد اقوى على الكتابة في التعازي والمراثي وحتى كتابة الخبر جراء الصدمات المفجعة والحزن الشديد الذي لم يبارحنا برحيل الاحبه والأصدقاء والأهل ورفاق الدرب.

خلال ساعات وصلتني أنباء مؤلمة وفاة ثلاثه من خيرة الرجال الاصدقاء الذي اختارهم المولى عز وجل إلى جواره في هذه الايام المباركة التي نستقبل فيها الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك
أولهم صديقتي الرائع العميد الركن علي صالح العفيفي جاني بيان النعي من القائد العسكري المخضرم الوفي اللواء الركن علي قائد صالح واعتقد أن رجال جيش دولة الجنوب آنذاك يعرفون هذا الهرم المحترم علي قائد رجل الامداد والمشتروات والتأمين العسكري.
نترك الطيب اللواء قائد واعود بسرعة على الراحل عنا العميد ركن مهندس علي صالح العفيفي خبير ومهندس الدبابات لسلاح الدروع واللواء الثالث مدرع والركن الغني ومادراك ما الركن الغني لايعرف عنه إلا من امتهنوا الجندية أيام الوحدات العسكرية النظامية .
فقيد الوطن العفيفي تعرفت عليه أول ماعرفت العسكره مطلع ثمانينيات القرن الماضي .لازالت صورته في خيالي وهو برتبة نقيب يساوي لواء من حق اليوم.
لم أجد ألطف وأنبل وأشرف واطيب وأذكى منه إلا القليل افترقنا مطلع التسعينيات لكن من حسن الحظ التقيته قبل نحو عامين زائرنا إلى مكتب التوجيه المعنوي في الفتح وتذكرنا تلك الأيام والسنوات العظيمة وأخبرته أن شخص من تربو على يديه وهو الشيخ علوي دلوه الرهوي يريد يشوفه من أجل السلام لانه افتقده وقال على طول كانت زيارته في ذلك اليوم الترتيب له عمل بطلب من الشهيد اللواء الزنداني لكن أستشهد الزنداني وعاد الرجال الكفؤ إلى منزله

الكلام عن هذا البطل الجسور يطول وهو ينتمي إلى محافظة الضالع لكن الحزن على فراقه جعلني أختصر وأدعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه الفردوس الاعلى من الجنه

وفجر اليوم جاتني رسالة قصيرة من القائد العسكري الكبير محسن الداعري من أربع كلمات فقط دولين في ذمة الله صعقت من هول الفاجعة ودولين هو العقيد صالح بن صالح دولين من ردفان الحبيبة الشامخة وشغل الركن المالي والإداري للواء 20 مشاة تحت قيادة وزير الدفاع الأسبق اللواء هيثم قاسم طاهر منذ تأسيسه فبل سنوات وعرف باخلاقة العالية واخلاصة وطيبته ، آخر لقاء لي معه قبل أيام في منزل العميد الخضر مزمبر ، تناولنا وجبة الغداء معا لم أجده بعدها ولم يشكو من أية أعراض صحية
هذا الضابط المهني الكبير هو خريج الكلية العسكرية في ثمانينيات القرن الماضي وليس من البشمرجه الدخلاء ، يتميز عن غيره بالوفاء والصدق والتواضع يغيب عنا ونجده أحيانا في مقيل محسن الداعري لعلاقته أكثر بشقيقة العميد صالح الداعري الذي كان يشغل أركان حرب اللواء ورغم أن العميد صالح ترك اللواء وصار عميد ركن مركن في بيته إلا أن فقيد الوطن والقوات الخاصة العقيد دولين مازال بنفس قيم الوفاء يزوره ويستانس بمرونة وعقلية الداعري المنفتحة وسلامة نصائحة لايمكني هناء أخفي معاناة الرجل مواخرأ في اللواء ذاته لم يفصح عنها فهناك قد يكون من الوجوه الجديدة المراهقة تحاول تتجاوز خبراته ومهنيته وخبراته العسكرية الطويلة فقد افنى نصف حياته في خدمة الوطن
رحمك الله أخي وصديقي الراحل العقيد صالح دولين ، لقد رحلت مبكرآ تعازينا لأولاده واقربائه

وفي تصاعد الأحزان والموت وصلني ظهر اليوم نباء وفاة الصديق القاضي ومحامي أول شكري صالح فرج وشكري كادر وطني في سلك القضاء عرفته في سنوات العمل في عاصمة محافظة أبين زنجبار من أطيب رجال القضاء مثقف ولطيف ومستقيم الضمير يستقبلك بابتسامة مشرقة كم أنا حزين على رحيل الأحبة .
الأمراض صارت تنتزع أروح الناس وقد يقترب منا الموت ولكن إيماننا بالله ولن يبقى على هذه الأرض إلا وجه ربك الاكرم

رحم الله العفيفي وشكري ودولين