آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-04:19م

أهم مافي التاريخ وما ينبغي عليهم إدراكه!

السبت - 10 أبريل 2021 - الساعة 09:28 م

أصيل محمد
بقلم: أصيل محمد
- ارشيف الكاتب


إن الناظر لواقع اليوم لا يلبث أن يبعث سيل حسراته لتطير بأجنحة من ألم في سماء واقع مليء بالجور والظلم، لا يخلوا فيه بيت من ألم، حتى اعتاد عليه الناس بعد أن صار ملازما لهم دون أن يفارقهم للحظة، كل شيء ضروري يحتاجونه صودر وانتهك ولم يعد بمقدورهم الحصول على حاجياتهم الأساسية والضرورية، وجدوا أنفسهم أمام سيولة من نخب ومكونات قيادية متفاوتة الأقطاب والمصالح، تسلطت عليهم بفعل تغيرات المرحلة.

المضحك في الأمر، وقد قيل: "شر البلية ما يضحك" هو أن تلك النخب والمكونات لا تملك للعامة من الناس سوى الخطاب العاطفي، فهو يجعلها تذهب لأسهل المواقف وأقلها مسؤولية، وتكمن السهولة على متخذيه أنه لن يلومهم أو يعاتبهم أحد، حتى إن المستجيبين من عموم الناس سيكونون كثيراً، ولن يُقْلِق راحتهم أحدٌ، أو يجدون أنفسهم مدفوعين لضرورة البحث عن حلول واقعية وأقرب للجدوى والإمكانية.

قد يحاول البعض إنكار هذا الأمر ولكنها الحقيقة التي يجب أن نعلمها ونتقبلها في ذات الوقت، فلنا من ترهل القيادات وضعف أدائها ما يكفي لتأليف موسوعة في العود الأبدي لتجارب الفشل، ولنا على عكس ذلك ما يدعو للفخر والاعتزاز.

 ليس هذا فحسب، بل إن الانتكاس أن يتم تصدير فشل القيادات وفسادها وتواطئها على أنه نصر وبطولة، فيما الناس تموت جوعًا..!!

إن العناوين البراقة والشعارات الصلبة، سيأتي بها الضعيف والقوي والذكي والغبي والصادق والكاذب، وقد يكون علامة بطولة أو مؤشر على السذاجة، كما قد يتضمن ثورة حقيقية أو تواطؤاً مخزياً... لكن ما يحدد قيمته الحقيقية هي القدرة على النزول عند مستوى تلك الشعارات التي ترفع وينادى بها أمام العامة، وإبراز جانب المسؤولية أمام المواطن في حالكة يومه..!

مالم فإن التاريخ لا يشبه التاجر؛ إنه يقدم العبرة مجانا ولا يبحث عن الأرباح، كما أنه ليس كحركة عقارب الساعة، تذهب وتعود إلى نفس البداية بطريقة مكررة تشير إلى نفوق الوقت؛ بل هو الامتداد والتراكم للتجربة والخبرة، الذي يصل بالأمم والدول والمجتمعات؛ إلى النجاح أو الفشل في الحاضر وهدم أو بناء المستقبل .

وأهم ما فيه أي التاريخ وما ينبغي إداركه هو أن له "سيرورة وصيرورة" أي حركة وتحولات مستمرة؛ يستحقها ويصل إليها من يأخذ بأسبابها، كما يرتكس ويعيش على هامشه من يتنكب طريق الفشل ويتقهقر بخطوات وخطايا الانحدار، فـ حذار حذار..!