آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-11:32ص

لم تعد شعارات الثورة والجمهورية قابلة للاستمرار

الجمعة - 02 أبريل 2021 - الساعة 10:51 م

صالح الحنشي
بقلم: صالح الحنشي
- ارشيف الكاتب


لم تعد شعارات الثورة والجمهورية قابلة للاستمرار. ولا الوحدة التي جاءت محصلة لفشل تلك الثورتين قادرة على صنع اصطفاف قادر على الصمود امام التحديات القائمة.. 

هذا الفشل استغله الحوثيين . حين استطاعوا ايجاد كيان جهوي ( القبيلة والدين )وحشدوا تحت شعارات جديده.
ورفعوا الى جانبها الشعارات القومية .لكسب تعاطف مابقي من اليسار.
الجمهورية المهترئة لم تعد سواء كائن افتراضي بعد افرغه الحكام من كل قيمة.
لم يستطع هذا الكائن الافتراضي طوال ست سنوات حرب حتى الصمود امام الحوثيين..
غي الجنوب ايضا. جاء المجلس الانتقالي لايتختلف كثيرا عن سابقه الحوثي. مكون جهوي قبلي يتدثر بشعار القضية الجنوبية.
كما يتدثر الحوثيين بالدين...
الاتتقالي قوته تكمن في جهويته ومناطقيته اي انه حشد مناطق بعينها. ولهذا لم تستطع نفس الجمهوريه المهترئة الصمود امامه. فاسقط عدن مرتين..
لكن الجهوية التي اعتمدها الانتقالي كانت جهوية ضيقه جدا. لم تشمل سواء مناطق صغيرة من مساحة الجنوب..
ولهذا تلاشاء الانتقالي. الى ان انكمش في مناطق جهويته الضيقة التي حشد بها..
هذه الجهوية دفعت مجتمع بعض المحافظات للتداعي بشكل جهوي ومواجهته بالطريقة نفسها.. هذه الجهوية المضادة في ابين وشبوة صمدت امام تمدد جهوية الانتقالي واستطاعت عمل مالم تستطع عمله دولة الجمهورية والوحدة..
من حين الى اخر كان اعلام الانتقالي يردد ان استدعاء المناطقيه في الجنوب لمواجهه الانتقالي انما هي عمل تقف خلفه قوى اخوانية والى ذلك من التهم.. لكن الحقيقة ان المجتمعات تستطيع التعبير عن نفسها بالطريقة التي تفرضها عليها الصراعات..
اي ان جهوية الانتقالي هي التي خلقت الجهوية المقابلة...في محافظات جنوبية اخرى..
كذلك المثل في الشمال لم تصمد منطقة او جبهه امام الحوثيين. مثل صمود مارب.لان المواجهه هناك كانت تحمل طابع جهوي..
تتشابه كثيرا صنعاء وعدن .. فمثلا وضع بن حبتور والسامعي والرهوي في صنعاء لايختلف كثيرا عن وضع لملس وصالح بن فريد والشيبه والسعدي..في عدن..
لو ان لدى المجلس الانتقالي بصيرة وفطنة لكان ادرك ماحصل ويحصل للانتقالي من تراجع . تراجع افقده خلال عام واحد اكثر من ثلاثه ارباع مساحة محافظات الجنوب..
لم يسقط الانتقالي في المحافظات الجنوبية لان الناس هناك ضد القضية الجنوبية. وانما كان الناس ضد جهوية الانتقالي..
ربما ان الانتقالي وباصراره على انكار جهويته واصراره على الاستمرار بماهو عليه. انما ارتضى ان يؤدي مهمة كلف بها.
وهي مهمة التمهيد لتقسيم الجنوب الى اقايمين. على طريق مشروع الاقلمه لليمن عامة..
بالمناسبة حتى وان انكرت وجود مشكلة ما لايعني ذلك انك قد قضيت عليها. فانكار ك لها لايغير في الامر شي. وستاتي السك تبعاتها .وتجد نفسك في مواجهة عملية مع تبعات هذه المشكلة. تبعات لاتستطيع انكارها. كل ماتستطيع عمله.حينها انك ستحاول البحث عن مبررات كاذبة لتاكد انكارك للمشكلة السبب..
واعتبر كل ماسبق عملية تقييم . لم يجرؤ المجلس الانتقالي على القيام بها. فقمنا بها نيابة عنه.