آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-01:37م

فرصة سلام مستدام في اليمن بعدالة انتقالية توقف كارثة الحرب

الأربعاء - 31 مارس 2021 - الساعة 11:40 ص

عبدالرحمن علي علي الزبيب
بقلم: عبدالرحمن علي علي الزبيب
- ارشيف الكاتب


ثلاثين مليون مواطن يمني يتطلعون الى تحقيق سلام مستدام في اليمن يوقف معاناتهم التي أصبحت اكبر كارثة إنسانية في التاريخ حسب تصريح رسمي للأمم المتحدة واصبح استمرارها مستنقع عميق لاستنزاف الجميع .

كانت هناك جهود إيجابية للأمم المتحدة لحلحلة ملف السلام في اليمن وتم عقد جولات من المفاوضات كانت تنتهي بالتزامات فقط ولكن ؟.

لأول مرة منذ اندلاع الحرب بدأت توافقات دولية ومحلية تسعى لتحقيق السلام واغلاق ملف الحرب في اليمن  في الشهر الحالي مارس 2021م كل طرف يرغب في الخروج من مستنقع الحرب في اليمن بأقل الخسائر الممكنة .

هناك تخوفات من ان إيقاف الحرب في اليمن ليست سوى فقط استراحة محارب لاستعادة الانفاس المنهكة لتبدأ جولة جديدة من حرب اكثر شراسة وهنا يقع على عاتق الأمم المتحدة اتخاذ إجراءات قوية وفاعلة ووضع الضمانات اللازمة التي تضمن سلام مستدام في اليمن والبداية بتفعيل مسار العدالة الانتقالية بكافة أركانها اذا كان هناك رغبة حقيقية لسلام مستدام في اليمن تنصف الضحايا وتعيد الاعمار وتمنع تكرارها  وتحقق كافة عناصر وأركان العدالة الانتقالية وإصدار قرار ملزم من مجلس الامن الدولي معزز بالية تنفيذية مزمنة لإيقاف الحرب في اليمن والشروع في تحقيق عدالة انتقالية تضمن سلام مستدام لا مؤقت ..

الخروج من الحرب الى السلام ليست فقط بضغطة زر بل بجهود حثيثة ومحطة انتقالية نعم تبدأ بوقف اطلاق نار شامل واطلاق جميع اسرى الحرب ولكن يواكبها جهود إيجابية في الواقع لحلحلة كافة الملفات وبشكل متوازي ودون أي تقاطع بين كافة الملفات فلكل ملف مسار مستقل عن الملف الاخر فمسار الملف الإنساني مستقل عن مسار الملف العسكري والأمني والملف الاقتصادي مستقل والملف السياسي مستقل أيضا وجميعها يجب ان تتحرك في مسارات متوازية أي انجاز في أي ملف يعزز من مسار الملفات الأخرى واي اخفاق او توقيف او تعطيل في أي ملف لا يوقف مسارات الملفات الأخرى .

تلوح في أفق اليمن إرادة عالمية ووطنية لا يقاف كارثة الحرب المنفلته في اليمن وإيقاف شامل لإطلاق النار وتحقيق السلام في اليمن بعد اكثر من ست سنوات من المعاناة الذي تجرعها الشعب اليمني من ويلات حرب منفلته وضعف دولي في الحد من تجاوزات القانون الدولي الإنساني وعدم اتخاذ أي إجراءات جديه للحد من تكرار واستمرار انتهاكات القانون الدولي الإنساني واهم تلك الجهود التي كنا نطالب بها وهو فتح تحقيقات شاملة ومستقلة  في كافة ادعاءات انتهاكات حقوق القانون في كافة محافظات ومناطق اليمن دون أي تمييز او استثناء  تنصف الضحايا وتضمن عدم افلات المجرمين من العقاب .

منذ اول لحظات اندلاع الحرب في اليمن ونحن نطالب بتوقيفها لأننا نعرف الأهوال والأوجاع التي تخلفها الحروب في أي وطن تشتعل فيها الحرب .

كان الجميع يتوقع ان الحرب في اليمن ستكون فقط محطة لا تتجاوز شهور معدودة ولكن نيران الحرب اذا اشتعلت لا تنطفئ الا بعد ان تقضي على الأخضر واليابس وبعد اكثر من ست سنوات فعلاً اليمن أصبحت مثخنة في الجراح ودمار الحرب عشعش في كل منطقة في ارجاء اليمن بل ان نيران الحرب طالت دول الإقليم مثلما نيران الحريق تتوسع ولا يستطيع احد التحكم بها فكذلك نيران الحرب تنتشر في كل اتجاه وستطال الجميع وكلما استمرت في الاشتعال كلما كانت الكارثة اكبر والمناطق التي تطالها أوسع .

وفي الأخير :

نناشد الجميع في اليمن وفي المجتمع الدولي وفي مقدمتها الأمم المتحدة للمسارعة بالجهود الإيجابية لإيقاف شامل لإطلاق النار في كافة محافظات ومناطق اليمن والشروع في إجراءات  قوية لتحقيق سلام مستدام بتحقيق كافة عناصر العدالة الانتقالية من انصاف الضحايا وإعادة الاعمار وتضمن عدم التكرار .

الجميع متوافق على إيقاف الحرب في اليمن ويستلزم التحرك خطوة الى الامام ليتوافق الجميع لصناعة سلام مستدام بإجراءات فاعلة تضمن عدم عودة الحرب مرة أخرى بتجفيف جذور ومسببات الحرب .

جميع افراد الشعب اليمني وفي مقدمتهم الفئات الأكثر ضعفاً والأكثر تضرر من الحرب من الأطفال والنساء يتطلع لوقف اطلاق نار شامل في كافة مناطق اليمن والشروع في مسار السلام المستدام لتوقيف عجلة  الحرب المنفلته من كافة القوانين والضوابط الأخلاقية  والتي تحولت اليمن خلالها الى محرقة كبيرة سقط في نيرانها الاف الضحايا من المدنيين و تضررت المنشاة المدنية وتحتاج لجهود كبيرة لإعادة المنشاة المدنية للعمل مثلما كانت قبل ان تدمرها الحرب وسيتحقق حماية الانسان في اليمن بتوقيف نزيف الدم وتوقيف سقوط مزيد من الضحايا نعم لا نستطيع إعادة من ماتوا ولكن نستطيع

ضمان عدم لحاق اخرين بهم  وانصاف الضحايا اذا ما تم توقيف الحرب سيتوقف النزيف وسيلملم اليمن جروحه التي اثخنتها الحرب .

كلنا نتطلع نحو الأمم المتحدة متى تطلق صافرة انتهاء الحرب بإيقاف شامل لإطلاق النار وانخراط الجميع في الية تنفيذية مزمنة لصناعة سلام مستدام في اليمن بضمانات حقيقية وقوية تضمن عدم عودة الحرب مرة أخرى وان قرار إيقاف الحرب في اليمن  لا تراجع عنه وان وقف اطلاق النار ليس فقط استراحة محارب لتعود الحرب مرة أخرى للاشتعال بضراوة اكبر ودمار أعظم وأن يواكب إيقاف شامل لإطلاق النار اطلاق سراح جميع اسرى الحرب دون تمييز ولا استثناء وتتحرك كافة الملفات في مسارات  مزمنة و متوازية وبفرق عمل متخصصة ومهنية لصناعة دون أي تقاطع بينها فالملف الإنساني يتحرك في مسار مستقل والاقتصادي في مسار والعسكري في مسار والأمني في مسار والسياسي في مسار وكلها يجب ان  لا تتقاطع فيما بينها وان لا تتعارض مع مبادئ وعناصر العدالة الانتقالية لصناعة سلام مستدام واغلاق نهائي لملف الحرب دون تكرار اطلاق كافة المسارات سيحرك عجلة صناعة السلام المستدام وينجر الجميع نحو السلام ولا يستطيع أي طرف التنصل او التراجع فساعة السلام قد حانت ولا رجعة عنها و الأمم المتحدة  معنيه بتحقيق السلام وبذل جهود إيجابية لإنجاز قصة نجاح إيجابية ليس للأمم المتحدة  فقط بل للعالم اسوة بالملفات الناجحة الأخرى التي انجزتها الأمم المتحدة سواء في الشرق الأوسط او خارجها وان يكون تحقيق السلام المستدام في اليمن حافز لإيقاف الحروب الأخرى المشتعلة في المنطقة توافق العالم الحالي لإيقاف الحرب في اليمن فرصة يجب ان لا تفوت ويستلزم اقتناصها لتحقيق سلام مستدام  ونخشى انشغال العالم بملفات أخرى وتستمر الحرب في اليمن يطويها النسيان  ونؤكد أن عام 2021فرصة سلام مستدام في اليمن بعدالة انتقالية توقف كارثة الحرب