آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

أبو عبدالله سلطان مأرب

الجمعة - 12 مارس 2021 - الساعة 10:18 م

عبدالعزيز الحمزة
بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب


تكونت لدي صورة ذهنية عن الشيخ سلطان العرادة محافظ محافظة مأرب خلال السنوات الماضية . هذه الصورة كانت نتاج ما نسمع ونرى عن مأرب والتطور الذي حصل فيها . والنقلة التنموية الكبيرة التي جعلت من مأرب المدينة الصحراوية البسيطة التي لا يتجاوز سكانها مائتي ألف نسمة . فأصبحت من أكبر المدن اليمنية والأكثر أمنا و نهضة عمرانية وتسارعت وتيرة التنمية فيها وأضحت تمثل طفرة عمرانية في زمن قياسي .
تطور ذو أبعاد متعددة . طرق و خدمات المياه والكهرباء و متنزهات و مدارس و مستشفيات و إدارات خدمية و مرافق حكومية .و مؤسسات مدنية . وكذا مؤسسات أمنية يقضة.
تفاعل اقتصادي ونشاط مجتمعي وحراك سياسي وثقافي وشعبي .
مدينة كان سُكانها لا يتجاوزوا مائتي ألف. واليوم أصبحوا أكثر من الاثنين مليون نسمة .. ومع ذلك تطورت فيها الخدمات التي كانت لا تكاد تغطي حاجة السكان القليل لتستوعب متطلبات اكثر من اثنين مليون نازح حلُّوا بها ...
هذا جعلني أكوِّن صورةً ذهنية عن سلطان مأرب وإدارته لهذا الوضع الذي يحتاج لقدرات خارقة ليتمكن من إدارة هذه المحافظة التي لم تتوقف فيها الحرب منذ أكثر من عشر سنوات ...
ولكم ان تتخيلوا معي أيها السادة الكرام الواقع الذي تعيشه مأرب منذ أعوام عديدة ( حرب حوثية لم تتوقف يوما واحدا خلال ثمان سنوات . نزوح اكثر من مليوني انسان . خلايا نائمة ماتنفك عن احداث قلق للسكينة العامة . غياب تام للحكومة المركزية . غياب تام للمؤسسات الأمنية والعسكرية ) .
كل هذه التحديات كانت مطروحة على طاولة تفكير سلطان مأرب .كل هذه المشاكل كانت كفيلة بافشال أية إدارة او إرادة مهما كانت متينة وحاذقة... لكنها لم تنل من سلطان مارب .
الصورة التي كانت في ذهني عن سلطان مأرب .أنه رجل حديد حازم شديد له هيبة مرعبة ...
وحين التقيته تحولت الصورة الذهنية وتبدلت ١٨٠ درجة ...
وجدت رجل بحق . رجل بأمة
رجل لطيف ذو ابتسامة صافية رجل فيه صفات الرحمة والإنسانية و البذل والعطاء ، ممتزجة بصفات الشموخ والكبرياء والشجاعة والفداء ، وهذه الصفات قل ان تجتمع في شخص واحد .
وجدت رجل ذو نظرة ثاقبة وحكمة بالغة وعزم متوقد وطموح بعيد المدى .
رجل يتعامل مع الماضي بفخر واعتزاز ومع الحاضر بواقعية مثابرة ومع المستقبل بثقة و بتفاؤل .
رجل صادق وجاد، أخلاقه آسرة، وعزيمته تهد الجبال ، واثق من نفسه ، عادل في حكمة ، امين في مسؤوليته.
ملم بكل قدر ومتطلبات التنمية ، حاضرة في ذهنه خارطة المحافظة ، بكل الاحتياجات والمتطلبات في مصفوفة مرتبة بحسب الأولوية والأهمية .
رجل قادر على تجاوز التحديات ، وخلق فرص للتنمية ،واستغلالها بشكل إيجابي .
وهو يحدثني عن مأرب تذكرت قول الله عز وجل،( مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلً)
شعرت بعمق إيمان الرجل وثقته بربه ، وهذا هو سر نجاحه .
رغم كل المخاطر والتحديات التي تمر بها مأرب ، إلا أن الرجل يحمل هم اليمن كل اليمن ، تحدث عن عدن وابين وأمله ان يحل الأمن والسلام فيهما وان تنعما بالتنمية والتطور ، وتحدث عن صنعاء وتعز بحنين وشوق ، تحدث عن كل محافظات اليمن ...
رجل استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
حين سألته هل ستصمد مأرب كثيرا في وجهة مليشيات الحوثي الإيرانية؟... ضحك بصوت عال ،،، وقال وبكل ثقة اصحح لك السؤال . هل ستصمد مليشيات الحوثي أمام عزيمتنا وما اعددناه لدخول صنعاء ؟
فهنيئا لمأرب سلطانها ...
حفظك الله يا أبا عبدالله
عبدالعزيز الحمزة
مأرب الجمعة
١٢ مارس ٢٠٢١م