آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-05:47م

"باصرة".. تجربة جديرة بالاقتداء

الأربعاء - 10 مارس 2021 - الساعة 09:47 م

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


في منتصف تسعينيات القرن الماضي، تم تعيين البرفسور صالح علي باصره رئيسا لجامعة عدن، التي تحمل مسئوليتها في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد، وبعد حرب أهلية مدمرة شهدتها البلاد، ونالت عدن ومؤسساتها الجامعية والتعليمية نصيب كبير من التدمير جرائها، وكان تحديا كبيرا قبل "باصرة" خوض غماره، وعمل بكل ما أوتي من جهد وامكانيات رغم شحتها، واستطاع أن يجعل الجامعة تقف على أرجلها من جديد، وعادت جامعة عدن صرحا علميا وأكاديميا شامخا، فالى جانب اهتمامه بتطوير الجانب الأكاديمي، فقد انشغل "الباصرة" أيضا بتحقيق الشراكة المجتمعية، وجعل من جامعة عدن حاضرة في كل أنشطة وتفاعلات المجتمع، مطبقا بذلك (الجامعة عقل المجتمع)، وكان تحسين أوضاع الطلاب قد استحوذ على جزء كبير من اهتمامه، من أجل توفير بيئة تعليمية جيدة، تساهم في ايجاد مخرجات عالية، اذ عمل على انشاء الداخليات الطلابية، وتوفير الأغذية والمواصلات لجميع كليات الجامعة، وكان كل ذلك على حساب الجامعة، وبسعي دؤوب من رئاستها وادارتها لتحقيق ذلك، حتى ان الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، اثناء احدى زياراته للجامعة شاهد ما أبهره، فما كان منه الا أن يسأل باصره: "يادكتور من أين لكم الفلوس اللي عملتم بها كل هذا، هل لكم مصادر خارجيه تمولكم؟

 رد عليه البرفسور باصره: "لانملك أي مصدر مالي غير الموازنة المالية المقرة والتي نستلمها من الحكومه، وأنت أعلم بهذا"!

 وهذا يعني ان باصره كان يمثل عقلية ادارية فذه، اذ سخر تلك الامكانيات المتواضعة، واستطاع ادارتها بشكل صحيح لمصلحة الجامعة والارتقاء بها، وتوفير البيئة المناسبة للطلاب، وهنا مكمن الاختلاف بين من يحسن ادارة الامكانيات المتوفرة، وبين من لايستطيع ان يقدم شئ وان توفرت له أموال الدنيا.

رحم الله البرفسور صالح علي باصره، الذي سيظل رمزا وعلما حضرميا نفاخر به، ونسأل الله أن يجعل كل ماقدمه من خدمات للوطن والمواطنين في ميزان حسناته.

ونطالب مسئولينا وقياداتنا الأكاديمية والادارية استلهام سيرة البرفسور صالح باصرة، ودراسة تلك التجربة والنموذج الحضرمي المشرف، في القيادة والادارة والعطاء اللامحدود، وتظل ادارة جامعة حضرموت وباقي الجامعات مدعوون لذلك قبل غيرهم.