آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:02م

يا شمس احجري

الثلاثاء - 09 مارس 2021 - الساعة 02:16 م

احمد سالم فضل
بقلم: احمد سالم فضل
- ارشيف الكاتب


في هذا المقال نود ان نشير الى  عدد من المقالات السابقة تناولنا  فيها جملة من إبداع شعراء الجيل السابق دمجنا بين الإنتاج الفكري والمواقف السياسية بما فيها من تجارب عاشتها أرضنا خلال منتصف القرن العشرين الماضي.. ومن المؤسف حقا أن نتاج تلك الفترة ورموزها أكانوا قادة سياسيين او غير لم يتم التطرق إليه أحد الا بالنزر اليسير ، من هؤولا الحكماء   المطمورة نتائج ابداعاتهم من الروائع و الحكمة والمعاني ذات الدلالات الرمزية الشاعر الساخر حسين محمد حروبي الشهير ب( امبجيري حسين )  وحكاية يا شمس احجري ...

سنتناول جزء من كلمات القصيدة ومدلولتها بعد التعريف بمكان وتأريخ  ميلاد الشاعر  ( امبجيري حسين ) ولد شاعرنا المرحوم كفيف الصبر حوالي عام ١٩١٠م في منطقة الحضن أحد مناطق سلطنة العواذل سابقا  محافظة أبين  ومنحه آلله عز وجل موهبة الحكمة ونظم الشعر ،تنبأ بكثير من الاحداث ألتي عاصرها  لفترة في مراحل حياته التي امتدت الى قبل نهايه القرن الماضي ومن ذلك لإنتاج الفكري نظم كثير من  المساجلات الشعرية،  زوامل وقصائد هجائية ، وبرز الشاعر البصير امبجيري حسين،  منافسا عنيد لعدد من شعراء المنطقة من أقرانه و منهم الشاعر ( قاسم محمد ) صاحب قصيدة 

  ( قال قاسم محمد، سعيد قلبي  سعيده )

في هذآ السياق سنقف أمام مفردات ورمزية كلمات قصيدة :-   

 ( يا شمس احجري )  

قال امبجيري حسين 

يا شمس احجري

اكشف جلالش

يوم خذتي امعكسري

لا كأن خذتي لش

من ابتال امبقر

مامعسكري يومين

وان إيدش خلي

**  ***

 رمزية تلك القصيدة تصور لنا  وضع كأن قائم كان في حقبة الخمسينيات، حيث التحق عدد من شباب تلك الفترة بالعمل العسكري في وحدات الليوي،  وارم بوليس التي شكلها الإستعمار البريطانى فى ولاية عدن وبقية السلطنات والمشيخات ، هدف المستعمر افراغ الشباب من مناطقهم  الذي بداء فيها التململ ضد الإستعمار  وتهميدا  لإنشاء اتحاد للجنوب العربي  

، كان نظام الخدمة تعاقدي ويمنح الجندى إجازة لمدة شهر مدفوع  الأجر بعد خدمة عام كامل تسمى   انذاك( ليف) خلالها تتم مراسيم خطبة وزواج العسكري اما الشباب الآخرين في الأرياف يعملون في الأرض ابتال او رعاة ماشية وفي المدن عمال مهن بسيطة،  لهذا  العسكري يحظى بالامتياز ذلك الزمن منها أختيار أجمل الفتيات لزواج ... ولكن ياخسارة يغادر الشاب منطقته وترك زوجته قبل اكتمال شهر  ( العسل ) ويسخر  هناء  (امبجيري ) من الفتاة  التى اختارت العسكرى  في تلك المقارنة الساخرة التي عكسها على مواقف بعض السلطنات ألتي سارعة قياداتها الى الانخراط في أتحاد الجنوب العربي ألذي تم تشكيلة فى نهاية خمسينيات القرن الماضي  ، ويراسه المندوب السامي  البريطاني  ...تحفظ  شاعرنا عن ذلك الإتحاد وسجل موقف معارضي أبناء تلك الوحدات الإدارية بشأن تشكيل أتحاد خاضع لقيادة المندوب السامي بدلا عن أتحاد كان جارى التشاور بين أبناء الجنوب حول إشهاره بعيدا عن هيمنة المحتل وبعد إعلان الأتحاد  شبه شعرنا ذلك بزواج العسكرى...وان المسألة فقط ( يومين وان ايدش )  وفعلا غادر المندوب السامي البريطانى وغادر معه  قادة الإتحاد.

. وبعد عقد  من الزمن تمت زواجه قصرية أخرى بطلها مندوب الدب الروسي زواج من ( طرازا جديد  ) جرت في مراسيم تأسيسه أحداث مؤسفة سألت فيه دماء زكية من دماء أبناءنا ، الدب الروسي ترك المشهد في منتصف عام ١٩٩٠م  دون الالتفات حتى لسماسرة ذلك الزواج  المشوه .. اقوال متداولة  تقول ان التاريخ يتكرر ولكن بشكل ( ملهاة)  .

اننا ننبه بعض الصبية من أبناء وطنا الذين يروجون لزواج قصري جديد   وكمان  (لشخص مايتمن،  ياويل من صاهره او دخله وسط داره)   

  قال بن سعد قلبي  فوش ......!

 لهذا نعيد ونكرر كلمات القصيدة

( قال قاسم محمد سعيد قلبي  سعيده) .... ومن خلال هذه المهازل التي يحاول بعض الادعياء الوصاية  على  شعب يعشق الحرية أعادة  تجربة الماضي   ... نقول  لهم سعيد قلوبنا بكم أيها   الحالمين بالوصاية على بلدنا وبيعها في سوق النخاسة...