آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:22م

خساسة الحنشان في العمل

الخميس - 25 فبراير 2021 - الساعة 02:47 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


تخريب ،اعاقة ، تهميش ، اقصاء ، خسة ،  إذا تصرف المسؤول بهذه الطريقة تجاهك ، فماذا يعني ذلك؟ هل هو  مجرد شرير سيئ السمعة؟ أم مريض نفسي ؟ أو ربما هناك أسباب أعمق وراء سلوكه؟ بالطبع السلوك الاعمق يكون ناتج في الغالب عن نوايا وتربية سيئة ، او دور تخريبي خبيث مغلف باحترام و حشمة زائفة  ، لكن خلف واجهة الحشمة والابتسامة  ، كراهية مخفية .

البعض يتعامل من منصبة كمسؤول  في وظيفة الدولة بكل لؤم  ويصنف الموظفين   حسب مزاجه وخوفه الشخصي منهم ومن مستويات خبراتهم وعلومهم وشهاداتهم ، وبهذا التعامل المريض يعكس هؤلاء البعض ضعف واضح  في النضج النفسي والسلوكي والمعرفي ، كما هو الحال في جميع ظواهر الحياة الأخرى ، حيث تختلف درجة وقاحة السلوك من شخص لآخر وتستخدم السلوكيات العدوانية بانتظام  كوسيلة للبقاء ، وبناء العلاقات والتفاعل مع الناس.

العديد من الأشخاص الانتهازيين من مخلفات الإدارات السابقة  وصلوا الى كراسي المسؤولية  عبر التسلق الوظيفي والفهلوة والمحسوبية و كتابة التقارير عن زملائهم ، ولازال البعض من هؤلاء يخفي الحنين لماضي الاستبداد الجاهل المتصل بالعقلية الامنية والقبلية ، ولازال هناك من يظن ان فرد عضلات القبيلة والامن اقوى من صوت الحرية والحق والتنمية والتطور واعلى من الجدارة ، التي  هي الأساس في اختيار الموظفين لشغل الوظيفة العامة ، من اجل ان لا تسيطر مجموعة دون أخرى على المؤسسات العامة إداريا أو ماليا أو فنيا.

الاضطهاد الوظيفي و السخرية من الاسلحة المفضلة لدى المسؤول  الرخيص في التعامل مع من لا يعجبه  وبالعادة  لا سباب تافه ، كما ان لدى المسؤول اشكال اخرى مختلفة من اسلحة المؤسسة ضد البقية ، فقد يحرم المسؤول  الضحية  مثلا من العلاوة السنوية أو الترقية  او من بدل العمل الإضافي أو الدورات  المشاركات الداخلية و الخارجية، وقد يتعرض إلى مضايقات وتطفيش وتهميش ، وهذا كله ليس بسبب عدم كفاءته ، إنما  بسبب عندم انصياعه  إلى  المسؤول وشلتة ، التي تدير المؤسسة وتسيطر على مواردها المالية و البشرية ، بل  قد تصل الامور ضده  إلى حد التجريح والتهكم .

إن المسؤول إذا كان نسخه مكررة من سابقتها  الفاسدة الدنيئة  ، فمن المستبعد أن يفكر بطرق إبداعية وخلاقة ، فهو لن يبني ولن يطور وعنصر خطر لن يجمع من حوله سوى اصحاب العقليات القريبة من افكاره وسلوكه السلبي والعنصري الفاسد ، وهي دعوة للتوجه للهيئة  الوطنية  العليا لمكافحة الفساد بسؤال  متى نرى ممثلي الهيئة يطلقون مبادرات لمنع تتكرر النسخ الفاسدة في اماكن العمل وتنقية وظائف الدولة من هذه الاشكال المدمرة والخطرة ؟ ومتى الدولة تنتبه لتلك النسخ وللعلاقات الفاسدة ، التي اصبحت تهدد الامن القومي من خلال" الوظيفة " في  المناطق المحررة.