آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-07:50ص

على ماذا نراهن ؟

الثلاثاء - 23 فبراير 2021 - الساعة 09:52 م

احمد علي القفيش
بقلم: احمد علي القفيش
- ارشيف الكاتب


من غير المعقول أن نراهن على الشرعية المكبلة من قبل التحالف والتي فرض عليها القبول والأعتراف بحكومة ورئيس حكومة وتشكيلات عسكرية لا تعترف بها ولا تخضع لها كما أن الرهان أيضاً على التحالف الذي جاء لإنهاء الانقلاب الحوثي وعودة الشرعية إلى صنعاء وهو في الواقع أسهم بصورة مباشرة في إطالة أمد الحرب وتعدد أطرافها وافراغ الشرعية من صفتها وفرض عليها القبول بقوى تعمل على إسقاطها وتسبب في تدمير البنية التحتية لليمن.

كذالك لا يمكن الرهان على أي طرف سواءً كانت الأحزاب السياسية او المكونات او المجالس السياسية كأنصار الله والانتقالي وغيرها من الكيانات التي تمتلك الألاف من المسلحين و قادرين على إخراج اليمن إلى بر الأمان مما يحاك عليها من مؤامرة وأطماع دولية بل بالعكس فإن بقاء هذه القوى قد يساعد القوى الدولية في تحقيق تلك الأطماع بتبعيتها وعمالتها وحسب تصوري وقرأتي للأحداث فإن اليمن لن تتعافى إلا بإرادة وطنية وإلتفاف شعبي.

وذالك بالتداعي والتحرك الجاد من قبل الشرفاء والإعلان عن تشكيل ثورة إنقاذ اوجبهة إنقاذ وطني سموها ما شئتم ولكن نتفق على الأهداف الوطنية البحته التي تحفظ لليمن سيادته ووحدة أراضيه وإرساء دعائم الأمن والاستقرار وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية وإنهاء الحرب وإيجاد أرضية صلبة للتعايش وحل النزاعات بالطرق السلمية لتحقيق المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للسلطة والثروة والوصول للحكم عبر صناديق الاقتراع بطرق ديمقراطية وشفافه وإزالة كل الفوارق الطبقية والدينية والمذهبية والسلالية.

أما لو أعتمدنا على أيا من تلك الأحزاب او المكونات او التيارات الموجودة سنجد أنفسنا حولنا فكرة الإنقاذ إلى مسألة جوفاء وشعارات وطنية زائفة سيتم توظيفها مع طرف ضد ٱخر لأن الوضع في اليمن أكبر من الحزبية ومن المكونات وحتى الأحزاب نفسها مشرذمة ولم تعد تمثل أعضائها او تعقد إجتماعاتها الدورية لمناقشة القضايا الوطنية والتشاور حول أي موقف إزائها وأختزلتها بعض النخب السياسية وأصبحت تلك الأحزاب معطلة وغير قادرة على تأدية دورها وأستغلت تلك النخب التي أختزلتها الوضع العام والحرب الدائرة في اليمن.

وظلت هذه النخب تجرها خلفها رغم وجود تيارات وشخصيات وطنية داخل تلك الأحزاب غير راضين على ما يدور ولكنهم مغلوبين على أمرهم بسبب الأمكانيات التي تمتلكها تلك النخب ثمناً لتبعيتها لأطراف دولية وتجارتهم بالوطن إضافة إلى الصراع الحزبي والسياسي السلطوي الذي اوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم وخسر الجميع السلطة والوطن بسبب الأنانية وأصبح الجميع خائف من أن يستثمر فرقاء العمل السياسي أي خلاف داخلي يهدف للتصحيح بدافع الإنتقام وكذلك الخوف من الترهيب الذي يستخدمه التحالف بتصنيفهم معطلين لجهود التحالف وأنهم يعملون مع دول أخرى كقطر وتركيا وغيرها.

برغم أن هناك شرفاء من شخصيات وتيارات وطنية لا تختلف في رؤيتها للقضايا الوطنية من مختلف تلك الأحزاب ولكنها بحاجة إلى أن تجتمع تحت مظلة وأهداف وطنية يلتقي عليها الجميع ويتحملوا مسؤلياتهم الوطنية كون ما يمر به اليمن اليوم من تأمرات لا يمكن مواجهته بتلك الأحزاب والنخب التي سيطرت عليها وعبثت بها وأثخنتها بالفساد والعمالة ولم يعد الوقت كافي ليسعفنا لإصلاح تلك الأحزاب من الداخل كون التداعي والإلتقاء على الأهداف الوطنية وإنقاذ اليمن أولاً هو المطلوب في الوقت الراهن ثم يمكنا العودة إلى أحزابنا وإصلاحها من الداخل لتأدية دورها الذي ينبغي وتنظيفها من الجيف التي حولتها إلى شركات تخدم مصالح أشخاص.