آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-10:28م

فليوقف الحرب بايدن إن أستطاع !! (( 2 - 2 ))

الأحد - 21 فبراير 2021 - الساعة 06:43 م

سعيد الجعفري
بقلم: سعيد الجعفري
- ارشيف الكاتب


 

الحقيقة أنه سوف يتعين على بايدن إن أراد فعلا إيقاف هذه الحرب الأثبات لنا كيمنيين ولإدارته والشعب الإمريكي بإن هذه المليشيات ترغب فعلا في التوقف عن حربها المستمرة لست سنوات. وأنها فعلا باتت مقتنعة في التخلي عن الجهاد المزعوم والقاء السلاح جانبا. والتراجع عن الإنقلاب ضد سلطات شرعية في دولة عضوة بل الأمم المتحدة. وانها باتت مستعدة للقبول بالتشريعات الأممية وقوانين مجلس الأمن ذات الصلة في تسليم السلاح الذي يجب أن يكون بيد الدولة وحدها.وأنها باتت جاهزة الآن للقبول بمفهوم الدولة. وفكرة التحول للعمل السياسي والتجربة الديمقراطية والتعددية السياسية والقبول بالإختلاف مع الأخرين وحرية الرآي والتعبير والصحافة وإستقلالية القضاء وغيرها من المفاهيم العصرية التي لا تؤمن بها من الأساس هذه المليشيات ولا توجد اصلا في قواميسها وأدبياتها الطائفية المتشددة التي تجعلها في حرب دائمة مع كل من يختلف معها وكل من لا يؤمن بمفهوم الولاية وأحقيتها وحدها في الحكم.

وبالتالي نحن نتساءل فعلا كيف سيكون بمقدور الرئيس الإمريكي أن يجعلها تعترف بالسلطات الشرعية وتعلن صراحتا فكرة تخليها عن خرافات الولاية التي تقاتل تحت رايتها وتمنح لنفسها على ضوءها مشروعية السماء.. وهنا كيف يمكننا كيمنيين أن نتفاءل بإعلان الرئيس الإمريكي ومقدرته في جعل هذه الجماعة جاهزة لإيقاف الحرب والإعتذار عن كل الجرائم التي ارتكبتها بحق اليمنيين وجرائم التهجير التي ارتكبتها ايضا بحق الأقليات وطوائف دينية يمنية أخرى كاليهود والبهائيين

وكيف سيكون بمقدور بإيدن تحويل هذه المليشيات الى حزب سياسي يمكن التعايش معه ويمتلك برنامج سياسي واضح يؤمن بالتعددية السياسية والاجتماعية والثقافية وتعترف بالديمقراطية كوسيلة وحيدة للتداول السلمي للسلطة وفقا لقوانين ودستور البلد الذي سبق أن اعلنت تعطيل العمل به.

الحقيقة أننا شغوفون أن نرى بايدن ينجح في تحقيق المستحيل في تحويل هذه المليشيات الى تيار مدني يمكنها العمل الي جوار عموم اليمنيين جنبا لجنب .

ونتطلع أكثر ان نشاهدها بدلا من أن تصادر كافة الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية.وبدلا من الأعتداء على كل الحريات .. نتطلع أن نرها تؤمن بكافة الحقوق.

وأن تفاجئ جميع اليمنيين بإقرارها بإحترام حقوق المرأة وأحقيتها في العمل السياسي وتقلد المناصب العليا في قيادة الدولة والمشاركة في الحكم والإنخراط بسوق العمل وكافة مجالات الحياة وقبل كل ذلك أن يجعل من هذه المليشيات تحترم الحريات الشخصية والبسيطة للمرأة كحقها في التسوق والمرور بالآماكن والشوارع العامة بمفردها . وغيرها من المفاهيم الداعشية التى أعادت تطبيقها قبل أيام الميليشيات في مناطق سيطرتها بشكل شرس وعدائي وعنصري وتسعى حاليا من خلال ما تسميه هئية محاربة المنكر .العمل على فرض التشريعات للمزيد من مصادرة حريات الأفراد والجماعات وفرض القيود. والتدخل في خصوصيات وحياة الناس

نعم كيمنيين سوف ننتظر من بايدن العمل على إعادة مؤسسات الدولة في مناطق سيطرة المليشيات لممارسة وظيفتها وإعادة دولة اليمنيين التي انقلبت عليها المليشيات على كل ذرة من تراب اليمن وأن يجعل هذه الجماعة تعترف بالرئيس اليمني المنتخب الذي سبق ان انقلبت عليه والمعترف به من كافة دول العالم بما فيها أمريكا.

الحقيقة أنني كغيري من عموم اليمنيين نتطلع لإنهاء الحرب.

ولكننا لا ندري كيف سيكون بإمكان الرئيس الإمريكي جو بايدن إنهاء هذه الحرب ولا عن الطريقة التي سوف يرغم فيها إيران عن وقف دعمها العسكري لهذه الجماعة كخطوة مهمة في طريق السلام الحقيقي الذي ينشده اليمنيين

وفي الوقت ذاته فإنني وغيري نرغب في العودة الى منازلنا التي هجرنا منها هربا من بطش المليشيات ونتطلع في عودة الدولة للعمل بكل شبر على ارض اليمن ونتطلع أكثر لعودة العمل بالدستور الذي سبق أن عطلت المليشيات العمل به منذ الإنقلاب المشؤوم .ونود ان تختفي المليشيات من حياتنا بشكل نهائي . ومشاهدتها تلقي بالسلاح جنبا وتقوم بتسليم الاسلحة الثقيلة للدولة


ويمتلكنا الطموح أن نرى هذه المليشيات تعلن تحولها الى حزب سياسي مثلها مثل بقية الأحزاب لديها برنامج سياسي واضح يؤمن بالديمقراطية كوسيلة وحيدة للتداول السلمي للسلطة..


ونأمل لمهمة بإيدن ان تنجح في جعل المليشيات تعلن عن تخليها عن كل الأفكار التي من خلالها تريد أن تحكم اليمنيين بالقوة. اما وأن عجز وحتما سوف يعجز عن كل ذلك فليجعلها فقط تعلن تخليها عن قانون الخمس؟؟ الذي شرعت فيه لنفسها امتلاك خمس أموال التجار ورجال الأعمال واليمنيين باطلا .


وقبلها كانت قد صادرت أموال الشركات والمؤسسات..وسرقت مال الشعب بالبنك المركزي ورواتب الموظفين وأغلقت الصحف والمواقع الأخبارية المناوئة لها في مناطق سيطرتها . وتستمر حاليا في مراقبة أنفاس المواطنيين والتدخل في كل شؤون حياتهم فليقل لنا بايدن كيف يمكن للشعب اليمني أن ينعم بالسلام في ظل مليشيات تجيد صناعة الموت وممارسة الأرهاب .. الأرهاب الذي لايقبل بإي سلام لا الآن ولا في المستقبل

حتى ذلك الحين فنحن بإنتظار بايدن.