له وقعه الخاص بمجرد وصوله ، له إيقاع في النفس يحسه كل ذي ضمير حي ، وفؤاد نابض ، تلك حقيقة يدركها كل من امتلك ذرة من إيمان .
لماذا ياترى أهكذا تكون مشاعر رجب يا للعجب أتراها ميزة له فحسب.
أم أنها له و لإخوانه ـ الأشهر الحرم ـ التي حُرم فيها القتال ونهي الإنسان فيها عن ظلم نفسه (فلاتظلموا فيهن أنفسكم ).
أم أنها خاصة به كونه مقتربًا من خير شهور العام شهر القرآن والإيمان والإحسان ، شهر الرحمة والغفران الذي يليه بعد شعبان.
إنه سر ، سرٌ بالفعل قد يُدرَك وقد يفسَّر من خلال تلكما الصفتين والخاصيتين ، وقد تغيب عنا تلك الأسرار التى لايعلمها إلا منشئ الليل والنهار ما نستطيع قوله هنا.. بأن رجب له نغمة خاصة ، ولمسة فريدة لها أثرها البالغ في مكنون النفس وعميق الوجدان.
إنه رجب المبشر والمذكر مبشر بالطاعات ومذكر بالقربات .
رجب هو المنبه نحو السمو والارتقاء وترك الدناءة والانحطاط .
رجب المحفز نحو الإقدام إلى الخيرات والإحجام عن الشرور والآثام .
رجب الموقظ للغافل والمذكر للمتساهل .
رجب منبه من غفوة الغفلة ، ومركب للغارق في سبات الشهوة .
رجب معدل للسلوك في مسار الخيرات ودليل للتائه نحو المعالي والتجليات .
رجب مرشد وموجه فهو كالبوصلة لتحديد المسالك والتحذير من الوقوع في المهالك ذلك مايحس به كاتب هذه السطور ، ولكل قارئ لها إحساسه وشعوره الخاص .
نسأل الله أن يوفقنا فيه ويبلغنا شعبان ورمضان إنه نعم المولى وعليه التكلان .