آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-07:06ص

"11 فبراير نكبة وطن.. ثأر على السلم والحوار"

الجمعة - 12 فبراير 2021 - الساعة 09:39 م

يحيى محمد القحطاني
بقلم: يحيى محمد القحطاني
- ارشيف الكاتب


بعد عشر سنوات من نكبة فبراير، خسر الشعب اليمني الكثير من اﻹنجازات، نزف الشعب ماديا ونزفت اليمن حضاريا، تحولت اليمن إلى دويﻻت، والجيش اليمني تحول إلى مليشيات، تحول مشروع الحياة إلى مشروع داحس والغبراء، وصرنا أموات تحت الثرى، أو جرحى بدون دواء، أوموظفين بﻻ مرتبات وﻻ بترول ..

ومن بعد نكبة فبراير اﻷسود، أصبحت بلادنا مسروقة، اﻷرض مسروقة، الجزر مسروقة، السماء مسروقة، البحر مسروق، وتحولت براءة إﺧﺘﺮﺍﻉ الزنداني، إلى وطن عنوانه الضياع والدمار والانشقاقات، تهديم وتخريب، ﻭﺇﺫﻛﺎﺀ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ بين اليمنيين، مقابل ﺟﺎﺋﺰﻩ ﻧﻮﺑﻞ لﻷصﻻحية توكل كرمان، وما ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻲ ﻷﺑﻮﺍﻗﻪ ﻭﺃﺭﺑﺎﺑﻪ ..

وتحول يوم 11 فبراير، إلى يوم ﺛﺄﺭ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ والمحبة، ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ والتنمية ﻭﺗﻐﻴﻴﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ عندما، حولوهم إلى ﻮﻗﻮد للهدم ومشروع ﺷﻬﻴﺪ، فكان ﺍﻟﺪﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻔﻴﻞ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ومن يومها أﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺿﺮﻳﺒﻪ، ﺫاﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻷﻻﻑ من ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ والجرحى ..

وفآضت الـيمن بالأوجاع، منذ نكبة فبراير عام2011، فأصبحت خراب وشعبها يعيش حياة حالكه، وستبقي على هذا الحال، مادام وجوه فبراير المقيتة تتصدر المشهد فيها، وستبقي هكذا سنين أخرى، مادام العمﻻء والمرتزقة مستمرون، في حربهم وقتلهم وحصارهم لليمنيين، الذين حولوا اليمن إلى موطن المآسي والأحزان، فلا يمر يوم إلا وتراق فيه الدماء، وتحدث فيهم مآسي متعددة ..

ومنذ ذلك العام اﻷسود الكئيب، تلطخت شوارع المدن اليمنية، وقراها وجبالها بالدماء اليمنية، وأمـتلأت باطن اﻷرض شـهداء، من اﻷطفال والنساء والشباب، وخانها وعـبث بها العمﻻء والمتآمرون من الداخل والخارج، ولن ينكر هذا إﻵ من أخذته العزة بالإثم، ممن ﻻ يزالون يكابرون إنهم وفبرايريهم، لم يجلبوا لليمن الموت والفقر والبطالة والإرهاب ..

ومنذ عام النكبة اليمانية وحتى تاريخة، والخلفاء والأئمة الجدد المؤتمنون، على حاضر ومستقبل اليمن، لا يتخيلون أن تفلت السلطة من أيديهم، ويصرون على اغتصابها بإسم (دول التحالف أوالحاكمية لله)، لذلك قاموا بتهديم اليمن وقتل اليمنيين، فساد بلا حدود، محسوبية وإقصاءات يومية، من أجل الكرسي والمال المدنس ..

حرب بربرية همجية على اليمن، من أمريكا وحلفائها الخليجيين، ومن  المرتزقة والعمﻻء، منذ ستة أعوام، قتلوا مئات اﻷﻻف من الأطفال والنساء والشباب، وحصار ظالم من البر والبحر والجو، وطن جعل منه العملاء والمرتزقة، موطن الكره والحقد واﻷنانية،ولذلك ﻻ يمكن لليمن أن تنتصر أو تتعافى من مشاكلها، أو تخرج من النفق المظلم الذي وقعت فيه، بدون تجاوز الثارات ومحاسبة الماضي ..

لذلك فلا زال الخوف على تحقيق، الدولة اليمنية الحديثة قائم، والسؤال عن مستقبلها مطروح، في ظل أحزاب شمولية وجماعات إنفصالية، حولوا مسار الدولة، في إتجاه اﻹنحرافات في وظائفها، والتغييب اﻹجباري للمجتمع المدني، وللديمقراطية والعدالة اﻹجتماعية، وهم لم يؤمنوا بمبادئ الديمقراطية، ولن يقبلون بالتداوُل السلمي للسلطة ..

وفي اﻷخير: على قيادات اﻷحزاب والجماعات الدينية بمختلف مسمياتهم، الذين فقدوا مقومات بقائهم الدستوري والقانوني، أن يغادروا المشهد السياسي، فهم من صنعوا كل هذه الفوضى السياسية، ومارسوا الفساد كل بدرجته، وأوصلوا اليمن إلى هذا المنعطف الخطير والفوضى الخﻻقة ..

فمن حق الشعب اليمني المكافح والصابر، أن يعيش حياة أمنة في دولة ديمقراطية، يحكمها أهل العلم والمعرفة واﻹبداع، ﻻ فيها فجور في الخصومات، وﻻ إقصاءات أو إغتيالات، وخالية من الفساد والفاسدين، والناس فيها سواسية أمام القانون، في ألاختيارللوظيفة العامة، المبني على مبدأ التخصصات والقدرة والأمانة، والله من وراء القصد.