آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-10:41ص

هل يستقيم الظل والعود اعوج؟!

الثلاثاء - 09 فبراير 2021 - الساعة 10:55 م

د. غازي الحيدري
بقلم: د. غازي الحيدري
- ارشيف الكاتب


سؤال ينبغي الوقوف امامه طويلا ، خاصة من قبل ذوي المسؤوليات مهما صغرت  ، فعلى مستوى الأسرة الآباء والأمهات ، وفي بقية المؤسسات مختلف القيادات ، من زعيم ووزير وأمير ومدير ووكيل ، كل معلم ومربي وداعية وإعلامي ..

إذ أن تغيير الواقع من حال إلى حال يتطلب تغييراً من الداخل

 (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ويعد المسؤولون أولى من غيرهم بالتغيير ، كونهم  نماذج لمن هم دونهم أو تحت إطار مسؤولياتهم .

فالمجتمع بأفراده في مختلف شرائحه يحتاج الى نماذج يتأسى بها في سلوكه ومسيرة حياته ، وبدون وجود النموذج الأمثل أمامه في مجالات حياته المتعددة ، فليس بالإمكان ان يوجد افضل مما كان كما يقال!

 فالتأسي بما هو أمامه أيا كان هو الخيار الوحيد ، فيتأثر هذا النشء أو هذا الجيل بسلوكيات وقيم وأخلاقيات من يحتك بهم من حوله ، ابتداء بالأبوين في البيت ثم بالمعلمين في المدرسة وبجماعة الرفاق في الشارع، ولن يكون الاعلام بمختلف وسائله ووسائطه أقل أثرا وتأثيراً من أولئك ..

ولعل الملاحظ لدى الكثير من الآباء والأمهات الحماس وبشكل واضح في أن ينشأ أولادهم تنشئة أفضل ويمتثلون سلوكا أمثل ، لكنهما لا يمثلان  القدوة الحسنة لا بنائهما في كثير من الأحيان وفي بعض  السلوكيات ، إذ قد يلاحظ الولد تناقضاً في قول والديه مع فعليهما في كثير من الأحيان، وبالتالي لا يستجيب لما يقولاه له ،

فكيف يستقيم الظل والعود أعوج..إذن ؟!

وليس ذلك التناقض الحاصل بين الاقوال والأفعال  مقتصرا على مؤسسة الأسرة فحسب، بل يجده الواحد منا ونلمسه كأفراد في هذا المجتمع في الكثير من سلوكيات المسؤولين من قيادات وإدارات، اذ يظل هذا المسؤول اوذاك مُنظّرا امام جنوده وموظفيه ومتفلسفا بالمثالية وغيرها من قيم العمل  ومبادئه ، لكنه كثيرا ما يخالف قوله فعله، وربما ابتعد كل البعد عما يقول ، مما يفقد ثقة افراده به، ولسان حال احدهم يقول لا يستقيم الظل والعود أعوج ..

فهل أدرك الآباء والأمهات والمسؤولون أدوارهم وراقبوا تحركاتهم أمام من يربون أو يديرون ليكونوا نماذج حسنة لهم ، فيحدث التأثر والتأثير فترتقي القيم والأخلاق ، ويتحسن الأداء فيزداد الانتاج وتحل البركة والاستقرار .. أم سيظلون في عِوجهم ، ويريدون ممن يلُون أمرهم أن يستقيموا ويلتزموا ويبدعوا ؟!

نترك السؤال مفتوحا ليجيب عليه الآباء والأمهات ثم المسؤولون أيا كانت مسؤولياتهم .

 

                   د.غازي الحيدري