آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-11:22ص

المناصفة_وسياسة_الإستغفال

الجمعة - 29 يناير 2021 - الساعة 12:20 م

احمد علي القفيش
بقلم: احمد علي القفيش
- ارشيف الكاتب


عندما أقرأ لبعض الإعلاميين وهم يتحدثون عن الحكومة ويصفونها بحكومة المناصفة أتعجب على مرحلة الإستغفال التي وصلوا لها والتي لا تمرؤ على شخص أمي لا يقرأ ولا يكتب ولكنك إذا سألته ماذا يساوي أربعة قدح بر او شعير اوكراسي او وزير من أصل أربعة وعشرين سيقول لك سدس دون أن يحتاج إلى التفكير كثيراً لكن إذا قلت كم تساوي إثناعشر من أصل اربعة وعشرين سيقول لك النصف.

صحيح أن الحكومة شكلت مناصفة بين الشمال والجنوب بموجب مخرجات الحوار الوطني ولكن نحن كجنوبيين أسقطنا مبدأ المناصفة بإنقسامنا وحولناها إلى سدس ثلث نصف ولن نرتقي إلى مستوى المناصفة طالما وجد هذا الإنقسام حتى يجتمع السدس مع الثلث.

ولذالك لا داعي لكيل التهم على أخوتنا الشماليين والحديث عن المظلومية وإستغفال العامة بأن الوحدة ظلمتهم ونهبت حقهم حتى وإن إستغلت بعض القوى السياسية في مرحلة سابقة ذالك الإنقسام وإستثمارة للإستحواذ على السلطة والثروة.

أما اليوم فإن المسؤلية تقع كاملة على أصحاب سياسة الإستغفال خصوصاً فيما يخص القضية الجنوبية لأنهم الذين قبلوا بأربعة مقاعد من أصل أربعة وعشرين في الحكومة ويحدثون قواعدهم بأنها حكومة مناصفة.... ويرفضون إنهاء الإنقسام ويدعون التمثيل في تناقض عجيب.

لقد تماها أصحاب سياسة الإستغفال في تعميق الإنقسام والقضاء على القضية الجنوبية وإستحالة حدوث نقاط تلاقي تجمع بدل التفريق وذالك من خلال التعبئة المتواصلة والتوجيه المباشر للرأي العام وإيجاد طابور طويل من الكتبة والمواقع لممارسة التظليل ونشر الأخبار الكاذبة التي تبرر تصرفاتهم.

أما فيما يخص القضية اليمنية فالمسؤلية تقع على الأحزاب والنخب السياسية وعلينا أن نفرق بين القضايا الوطنية وعدم الخلط فيما بينها او التعامل معها بنزوات تضع العراقيل أمامها او تقديم خطوة على خطوة أخرى او تجاوزها... ومن غير المعقول أن نتحدث عن القضية الجنوبية في ظل غياب الوحدة الوطنية الجنوبية.

كذالك القضية اليمنية لا يمكن الوصول إلى تسوية سياسية إذا لم تعزز الوحدة الوطنية شمالاً وجنوباً ويتم تصحيح العلاقة مع التحالف من علاقة تبعية إلى توافق المصالح وإستقلالية القرار وتوحيد المؤسسات وتفعيل دورها الوطني فمن غير المعقول أن تظل الرئاسة في وادي والبرلمان في وادي أخر ومجلس الوزراء في وادي ثالث وكل مسؤل سواءً كان محافظ او وزير اومستشار او برلماني او أعلى او اقل مسؤلية ينطلق في تصريحاته وأعماله وتصرفاته وتغريداته على سياسة مخالفة ومناقضة للأخرين ولسياسة الدولة وللأعراف السياسية وكأنه دولة مستقلة او جزء من دولة أخرى.

لقد سيطر على المشهد الباعة وتجار الأوطان من مختلف المكونات والأحزاب وصادروا رأي النخب السياسية بوسائل كثيرة منها الحصول على الدعم المادي والمعنوي والتبني من قبل أطراف أقليمية ودولية لأنهم يعرضون بضاعة ثمينة بأسعار مغرية ولكن إستسلام النخب السياسية لهذا الواقع الذي فرض علينا يعد خيانة وطنية ولا فرق بين من يبيع ومن يصمت وهو يرى بلاده تضيع أمامه ولا يحرك ساكناً.

ولذالك فقد ٱن الأوان لنهوض الشرفاء والغيورين على اليمن وسيادته وكرامته بمختلف مشاربهم السياسية فقد وضحت الرؤيا وما يحاك لنا جميعاً وقد وحدتنا المظالم ولم يعد هناك تفريق بين حراك جنوبي ولا اشتراكي ولا مؤتمري ولا إصلاحي ولا ناصري ولا شمالي ولا جنوبي فالجميع هدف طالما لم يبيع أرضه ووطنه وكرامته ويجب أن تخلع كل المكونات والأحزاب جميع الأشخاص الذين يتاجرون بالوطن بأسمائها.

إننا اليوم بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى التأسيس لجبهة إنقاذ او ثورة إنقاذ او سموها ما شئتم تكون جامعة وموحدة لكل الشرفاء الذين يعرفون معنى الوطن وقيمته وقدسيته والذين يغلونه على أنفسهم ليس بالضرورة أن نكون حزب واحد او مكون من أجل أن نتحد فمجرد إنتمائنا للوطن ولليمن وإيماننا بسيادته وإستقلاله وعراقته وتاريخه الضارب في أعماق التاريخ كافي بأن تجمعنا لإنقاذه وتخليصه من الأطماع والتأسيس لوسائل وطرق عادلة بما يضمن حل مشاكلنا وتحقيق العدالة الإجتماعية للجميع دون الحاجة لتدخل الخارج وقد جربنا ذالك ودفعنا الثمن ولو تحققت العدالة فعندنا من الثروة ما يكفي لنكون من أغنى الشعوب ولن نحتاج إلى سلة غذائية او مساعدة مشروطة يلحقها أذى لإذلال الشعوب.