آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-08:18م

المشكلة في الجبل

الأربعاء - 27 يناير 2021 - الساعة 03:44 ص

خالد قاسم بدحيل
بقلم: خالد قاسم بدحيل
- ارشيف الكاتب


 

إنها لم تكن شدة إلا وجعل الله بعدها فرجا ومخرجا، ولن يغلب عسر يسرين.. وثقتنا بالله أكبر من أن يخالطها شك، ورب متحدث مكثر عن أزمات تدهم الناس في حياتهم اليومية ليحملهم على التفكير في البحث لها عن حلول، وليس للتسخط أو التذمر أو اليأس أو الخوف من زوال النعم كما قد يتصور المستخف بمظالم الناس او المجترىء على تفسير نواياهم حسب ما يمليه عليه تفكيره القاصر او ما يصوره له خياله المريض،وان كان هو في أمس الحاجة لإيجاد حلول لمثل هذه المشاكل التي ستتولى تلقائيا مهمة إصلاح ما فسد من تفكيره وما اشرف على الموت من ضميره، وما ساء من احواله الاخرى بصفته واحدا من الناس.
ولا أستغرب استباقهم المسعور على نشر أخبار عاجلة تتحدث عن اقتراب موعد انفراج هذه الأزمات، لأنها من الأمور التي تيسعد الناس سماعها منهم اذا كان مرادهم إدخال البهجة والفرح الى قلوبهم، ولكني أستغرب أنهم يعرضونها معرض التباهي بما قدمه حزبهم الفلاني، لذا يذيعونها في مواقع التواصل ضمن الأخبار العاجلة وان كانت تتناول اخبارا تتعلق بموعد استلام المعاشات أو ضخ الغاز والبترول، وكأنها أخبار نادرة الحدوث كالزلازل والفيضانات والحرب الأهلية والعالمية التي نشبت للتو، مع أن نقلهم لمثل هذه الأخبار مسبة صارخة وعوار كبير يلحق بهم وبحزبهم الذي سيحمل الناس على اعتباره حزب كارثي بامتياز،لا يختلف في شيء عن الكوارث المتقدم ذكرها!

وعلى أقل تقدير يجب أن يفهموا أن الأمم إذا نزل بهم مثل هذه الكوارث عافانا الله وإياهم، سيجدون لهم ملجأ يفرون اليه منها تحت الأرض، أو جبلا فوق الأرض يعصمهم من الماء، ومعاشا يشرون به غنما يسرحون بها هناك هربا من الموت ، أما الآن فالجبال قد أصبحت بقعا وأراض خاصة بالكوارث!، والمعاش الغائب لا يفي بتأمين ثمن نعجة فضلا عن غنيمات ،وان حضر فقصارى ما يستطيع تأمينه لهم درزن دجاج، لكن ستظل المشكلة قائمة دون حل اذا لم نتمكن من ايجاد هذا الجبل الذي لم تصل ايديهم اليه بعد!!