آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:36ص

المنصب

الخميس - 21 يناير 2021 - الساعة 02:12 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


يقال : عندما يكون الشخص اكبر من المنصب  تجده خدوماً ومتواضعاً ومنتجاً وحين يكون المنصب اكبر من الشخص  تجده مغروراً واجوفاً ومتسلطاَ ، لكن المصيبة عندما لا يفهم  شاغل المنصب " المسؤول" التفريق بين بين  التكليف ودافع التشريف بين الإخلاص للوظيفة واحترام  السلطة كأمانة وتحمل المسؤولية الأخلاقية وبين عدم الوفاء الوظيفي .

 

الثقافة السائدة في مجتمعنا اليمني حول تعين  الفرد  لمنصب كبير او صغير في مؤسسة او وزارة حكومية هو ان هذا المنصب مكافأة لـــ( فلان او علان ) ومعه يبدأ التطبيل والعزف على وتر الذكاء والمهارة لهذا الشخص  مرفقه بالهدايا والتهاني من والأصدقاء وزملاء الدراسة والأهل ، وهذه الثقافة مشكلة ومقلقة ، لا نها تسبب احراج لبعض المسؤولين الذين بالفعل كفاءات ويستحقون المنصب بجدارة والكلمة الطيبة ، وفي نفس الوقت يحشر معهم في نفس سلة المديح  الفشلة من جماعة النرجسية الذاتية والشهادات المزيفة ، ولهذا لابد للإعلاميين والمثقفين التخفيف من هذه  الضجة والهالة " التلميعية " لكل من شغل منصب كبير او صغير  .

 

الكثير من الناس تأمل أن تتمكن القوى  السياسية اليمنية وممثلوها ، ممن يشغلون مناصب المسؤولية الكبرى والصغرى من الاتفاق على  تحسين الاوضاع الخدماتية «المرقعة والمكسرة » و ظروف حياتهم ومواجهة الفساد في المناطق المحررة ، وان يكون اتفاق الرياض مرجعا سياسيا ثابتا  واخلاقيا من أجل طمأنة المواطن والقوى المعارضة إلى استمرار الانفتاح السياسي ، بالرغم من وجود ثلاثة ملفات معقدة تشغل الجميع من اصحاب المناصب الكبرى والبسطاء العامة ، أولها ملف المحافظة على الإجماع العام وثانيا  تهدئة الاجواء السياسية  " التوازنات السياسية للحكومة والفصل بين السلطات والصلاحيات من أكبر التحديات   " وثالثا ملف محاربة الفساد .

 

من المهم عند توزيع المناصب إعطاء الأولوية  لمن تتوفر فيهم الكفاءة والنزاهة والاستقامة والبعيدين عن أي شبهة فساد ، اما الدرجات والشهادات العلمية  فهي مكمل للشخصية المسؤولة والقيادية وليست شرطاً اساسياً ، لان حالة الاستقرار و التنمية  والتطور ليست مجرد  مناصب فقط ، بل تتطلب حب الوطن و حرب جدية على الفساد والمفسدين بمشاركة الكل دون استثناء و ضع الشخص  المناسب في المكان المناسب  .

 

المسؤولية صفة في الغالب  تنشأ في الطفولة المبكرة ، لا نها من المواقف في اللاوعي لدينا ، لذلك من الصعب تغييره ، فقط عند التأثير على المستوى العميق للنفسية ، والمسؤول الجيد هو الشخص الذي يقود ادارته بتوازن وهدوء  لا أن يتكلم بصوت عالٍ " هنجمة " تغطي ضعفة الشخصي  وسوء ادارته وعلومه ، فالمسؤول كلما كان  أدائه  متزن وعقلاني ونظيف ، كان أداء الموظفين أكثر تشابهًا معه.