آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-11:27م

تسمية الشيئ باسمه اهم عوامل خلق الرأي العام الايجابي

الأحد - 17 يناير 2021 - الساعة 12:17 م

خالد عمر العبد
بقلم: خالد عمر العبد
- ارشيف الكاتب


 

لخلق رأي عام ايحابي وتعديل المزاج العام السليي علينا تسمية الاشياء بمسمياتها .. ونحن نخوض عملية سياسية تهدف الى اجراء تحول سياسي يضمن احداث تحول شامل في بنية المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لابد لنا من تسمية الاشياء بمسمياتها بعيدا عن الخداع والمغالطة والتلاعب بالالفاظ . 

ومن ابرز الاشياء والمسميات التي نشدد على ضرورة تسميتها باسمائها هي "الشرعية" في مفهومها السياسي، و "حكومة المناصفة" في معناها الحقيقي .

 

- اولا الشرعية : هي مؤسسة تم الاصطلاح على تسميتها بهذا الاسم عقب انطلاق ثورة الشباب التي اختطفها إخوان اليمن (حزب الإصلاح) في صنعاء والتي هتفت باسقاط النظام . وبعد مشاورات سياسية، ومداولات للازمة اليمنية في حينه بين القوى الدولية والإقليمية النافذة ومعها القوى المحلية النافذة تم اخراج المبادرة الخليجية التي قضت بنقل السلطة من علي عبدالله صالح (عفاش) الرئيس المعلن فوزه في انتخابات 2006م التي قال لاحقا الجنرال الاحمر أنه تم تزويرها، الى نائبه عبدربه منصور هادي . كما دعت المبادرة الخليجية في آليتها التنفيذية كل القوى السياسية في اليمن بما فيها الحوثيين (جماعة أنصار الله) والجنوبيين (الحراك الجنوبي) الى حل كافة القضايا ومن ضمنها القضية الجنوبية وقضية صعدة بالحوار بدلا عن العنف . ولما كانت ابرز القوى المتصارعة في صنعاء هي منظومة الحكم المتمثلة في المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والمعارضة المتمثلة في احزاب اللقاء المشترك وشركائهم تم تشكيل مؤسسة الشرعية من تلك القوى المتصلرعة .

  واليوم بعد ان اصبح المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه غير فاعلين في قرار مؤسسة "الشرعية" بعد سيطرة جماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن (حزب الإصلاح) عليها، وبروز قوى سياسية فاعلة وتحظى بتواجد قوي على الارض اصبح لزاما على القوى الراعية للعملية السياسية في اليمن والمتمثلة في الدول العشر وهي الخمس العظمى دائمة العضوية في مجلس الامن وصاحبة الفيتو فيه الى جانب دول الخليج عدا قطر، اصبح لزاما عليهم ان يعيدوا النظر في بنية مؤسسة "الشرعية" بما يضمن الشراكة الحقيقية للقوى السياسية الفاعلة المتواجدة بقوة على الارض؛ وهو ما فرض الوصول الى الصيغة السياسية الحالية المتمثلة في حكومة "المناصفة" بين الشمال، والجنوب الذي حمل رايته في المفاوضات المجلس الانتقالي الحنوبي؛ فاصبح الجنوب يمتلك بشكل رسمي في تمثيله نصف الحكومة الشرعية اي ان الجنوب وصل في تمثله الرسمي امام القوى والهيئات الدولية والإقليمية الى نصف الشرعية وهو ما يتوجب علينا اليوم الا نطلق اسم "الشرعية" على المليشيات الإخوانية ومعها تشكيلات الجماعات الارهابية التي لا تأتمر بأوامر الرئس "الشرعي" عبدربه منصور (هادي وان اختلفنا حول اهليته في إدارة المرحلة)، ولا ينبغي أن نطلق اسم "الشرعية" بعد اليوم إلا على الحكومة الحالية (حكومة المناصفة) ما لم يجري اي التفاف عليها من قبل طرف او أطراف معينة، او خذلان لها من قبل طرف او أطراف معينة اخرى 

 

ثانيل حكومة المناصفة : نشدد على ضرورة تسميتها بهذا الاسم دون سواه وهو "حكومة المناصفة" لانها تشكلت مناصفة بين الجنوب والشمال؛ فلا هي حكومة محاصصة كما يسميها البعض ولا حكومة كفاءات كما يسميها بعض آخر فهي - اي حكومة المناصفة - لم تتشكل على اساس الحصص بين الأحزاب والقوى السياسية وإلا فليقل لنا من يسمونها كذلك - على سبيل المثال - من الذي رشح وزير النفط الجنوبي والذي قالوا عنه انه "مؤتمري"؟!! اهو مؤتمر عبدربه والبركاني؟!! ام هو مؤتمر الحوثي وابو راس؟!! ام هو مؤتمر احمد علي عفاش ومن تبقى معه من معاوني والده الذي خلعته "النوبلية" توكل كرمان ومعها الإصلاح (جماعة إخوان اليمن)، وقتله الحوثي زعيم جماعة انصار الله الحوثية؟!! . وليقل لنا ايضا من يسمونها باسم حكومة الكفاءات فأين تكمن الكفاءة في وزير فيها لديه تخصصا علميا وعمليا في مجال معين وتجده على رأس وزارة تختلف في مهامها عن اختصاصة العلمي والعملي (وتجنبا للاحراج لاداعي للامثله) .. 

وللوصول الى الغايات المبتغاة باقل كلفة وجهد ينبغي علينا تسمية الأشياء بمسمياتها والا سنظل نراوح في مكاننا وترتفع علينا الكلفة والثمن ونهدر وقتنا وربما يتعدانا الزمن 

 

★ خالد عمر العبد

★ عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي

عدن 16/ يناير/2021م