آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:30م

لاتبيعوا عدن

الأحد - 17 يناير 2021 - الساعة 10:42 ص

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب



قال مكرش معي لكم بشارة والخير موجود
لاتبيعو عدن ذيهيه جميلة دي سقط عليها مدرم وعبود
هذا الصباح الشتوي اكتب من جنة عدن ثغر اليمن الباسم وأشعر بالحزن لما الت إليه عدن الجميلة ليس حسب وصف ابن دثينه الشاعر الكبير أحمد عمر مكرش. بل إنها فوق الجمال واعتبرها أم الدنيا أفضل من قاهرة المعز. ونيويورك. ليس لعدن مدينة تتافسها في فصل الشتاء والخريف في العالم رغم أنها لم تعد عدن الأمس. 

لم يعد المشهد فيها اليوم حتى بعد الاستقلال في 30نوفمبر 67م حين تسلم أول رئيس للجنوب قحطان الشعبي ومعه فيصل عبداللطيف ومحمد علي هيثم وسالمين وعلي ناصر وعبدالفتاح ومطيع وعنتر وعشال والميسري والعولقي والبيض وغيرهم. وعين أبوبكر شفيق اول محافظأ لها.

عدن اليوم وضعها اسواء ماقبل وبعد الاستقلال بكثير. وإن كانت في تلك الفترة تتقصها التنمية والأعمار لكن كان أمن واستقرار لامثيل له. لاتشاهد الاطقم والعربات ومناظر التخلف للمسلحين منفوثي الشعر والبعض حفاة يجوبون شوارع واحيا المدينة الامنه يروعون السكان والأطفال والنساء. لاتستيظ على أصوات الرشاشات والمعدلات لفصائل مسلحة تتقاتل على قطع الأراضي في مواقع سيادية في محيط عدن.

لاتصحو على خبر العثور على جثة شاب في عرض البحر أو في ضواحي إنماء أو الحسوة أو الشيخ عثمان. في ذلك الزمن الجميل كنا تصحو على صوت العطروش والمرشدي وصباح منصر وأحمد قاسم وفيروز وفيصل علوي وايوب طارش وجحزر وأمل كعدل ومحمد علي ميسري وابوبكر سالم وخليل محمد خليل
.شفقت لمحافظ عدن الاستاذ احمد لملس وانا أعيد الإستماع لآخر حديث له لإحدى القنوات قبل مغادرته المدينة التي الإمارات. وهو يقول. عدن مفتوحة لكل اليمنيين من جميع المحافظات ومن خارج اليمن. ويشعر بالاطمئنان لوجود الحكومة التي وصفها بالشجاعة وهذا صحيح فهي أشجع حكومة وطنية يغامر رئيسها واعضاؤها بأرواحهم إلى عدن والصواريخ تنهال على رؤوسهم وصامدين في معاشيق. لليوم الشعرين. من أجل انتشال أوضاع عدن والمحافظات المحررة. لكن على الأرجح أن المحافظ أحمد لملس حفظه الله من كل شر الذي غادر إلى الإمارات في هذا الظرف الدقيق والحساس وتسبب في فراق كبير لعدن والناس وللحكومة المقيمة بمعاشيق التي كانت تستانس بوجوده كعامل اطمئنان معنوي باعتبارة مسؤول وسطي معتدل وشجاع ينظر إلى بعيد ولديه مشروع طموح. لكنه هوف في تلك المقابلة عندما قال عدن خالية من الاسلحة الثقيلة والمعسكرات. وإنها خرجت إلى الجبهات. هذه النقطة لم تكن صحيحة ياصديقي. عدن تضج بالمعسكرات والثكنات المسلحة الضخمة ولايحتاج أسميها..لم يخرج أي لواء. وإن كان قد حددت مواقع تموضعها فهي باقية. اتفاق الرياض بشقة العسكري لم ينفذ منه غير فظ الاشتباك بين قوات الشرعية والانتقالي في أبين. انسحبت القوات إلى زنجبار وشقرة وقرن امكلاسي فقط. واللجنة العسكرية السعودية المراقبة انسحبت من مقرها في شقرة. دعونا نقول الحقيقة للمصلحة العامة. ولا نضلل الناس ونكذب ونغالط أنفسنا.


عدن الجميلة لاتحتاج اليوم إلى كل هذا الجيش الهلامي الجرار يجوب وسط سكانها
لكي تستقر عدن تحت قيادة مدير أمنها القائد الأمني المهني اللواء مطهر الشعيبي تحتاج إلى إعادة تفعيل أقسام الشرط ورجال الأمن السابقين وتطعيمهم بالشباب وإلى منظومة استخبارات ومعلومات في جميع الاحيا ومداخل ومخارج المدينة. ورجال بحث وتحري وتحقيقات مخلصين وإلى انتشار مؤقت في الطرقات والجولات. وإلى إمكانيات لتحفيز هذه المنظومة الأمنية. فلا تتوقع من الجندي أو ضابط البحث والتحري يعمل وهو بدون راتب ستة أشهر واطفالة يتضورون جوعأ في البيت. وخطوات المدير اللواء مطهر بداء بها بتكريمة جنود اكتشفوا جرائم قتل وإحالته حتى لسائق سيارة الأمن الذي صدم عمود كهرباء. هذه المواقف ذكرتني بأيام العمل الأمني زمان. حسنا مطهر الشعيبي ليس بجديد على عدن الذي كان مسؤول أمني فيها قبل زها ثلاثة عقود من الزمن. فضلأ عن الروح العقلانية التي ينفرد بها في تركيزه على خصوصية عدن واقترابه من تواضع أبناؤها وروحهم المدنية. وقال في لحظة الاستلام سنعطي أبناء عدن الفرصة لتحمل المسؤولية. لدي ثقة بالرجل بأنه سيحلحل الملف الأمني أن فسح له المتشددين الطريق والنفس لاستخدام سلطاته وصلاحياته بعيدأ عن الضغوطات والاملاءت. والمصالح الصغيره والحقيره
.عدن اليوم ليس بحاجة إلى الغوغاء والمتعصبين المناطقيين الذين اذلو سكانها وهم يستبيحون أراضي المدينة ويخربون معالمهاالتاريخية التي لم يتجرى نظام صالح تخريبها وان كان نهب وعبث لكن القادمين الجدد قضوا على كل شي بما فيها المعسكرات تحولت إلى مدن وبجواري معسكر بدر ومحطة البترول للمعسكر تحولت إلى مدينة في غضون عام ونيف فقط .هذا حدث أمامي تم البسط على حرم المعسكر والمحطة وبنيت عشرات الفلل. وكتبنا عن ذلك مرات ومرات. دون جدوى.

وشخصيأ أسكن بالايجار وعمري في الصحافة والإعلام العسكري يقترب من 40عامأ لكن تربيت على النظام والقانون ولايشرفني هذه الأعمال الهمجية بعد هذا العمر والماضي النظيف .وظيفتي رئيس ومؤسس صحيفة الجيش وأول من أعاد الصحافة العسكرية والإعلام العسكري إلى عدن والجنوب بعد غياب أكثر من ربع قرن. وأشعر بالفخر لم امتلك في عدن بيت أو حمام أو احصل على أرضية. باختصار والله باستطاعتي. لكن لايشرفني النهب والبسط والابتزاز أو حتى متابعة الحقوق المشروعة ويأتي لك هؤلاء المطبلين رافعين علم الجنوب ويبسطون ويبطشون على الممتلكات العامة والخاصة وأي مشروع لاستعادة دولة بهذا الصلف والانتهاك والدم المراق. اعقلوا عدن لم تعد تحتملكم. وعلى الشرفاء لايصمتون ويقولون كلمتهم لايتفرجون لبيع عدن الجميلة التي لأجلها سقط مدرم وعبود وفيصل عبداللطيف وفاروق علي أحمد وبدر وجعفر محمد سعد ونجوى مكاوي وعبدالقوي وعلي ناصر هادي وقبلهم شهيد الثورة الأول راجح بن غالب لبوزة وللحديث بقية


(رئيس تحرير صحيفة الجيش)