آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

على الحزب الاشتراكي استنهاض قيمه واستدعاء موروثة الثوري لإنقاذ الوطن

الأربعاء - 13 يناير 2021 - الساعة 05:32 م

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


لقد جاء قيام الحزب الاشتراكي اليمني، كثمرة لتقارب ثم توحد عدد كبير من الأحزاب والتنظيمات والجماعات السياسية، التي ظهرت في فترات زمنية مختلفة، وفي ظروف و مهمات و برؤى فكرية وبرامج سياسية مختلفة وأحيانا متناقضة.

لقد سجل الحزب في مقدمة برنامجه السياسي المقر من مؤتمره التوحيدي الاول في 9 مارس 1979م، بانه الوريث الشرعي للحركة الوطنية اليمنية كلها! وفي هذا القول شيء من المبالغة، غير أنه في الحقيقة وريث فعلي لعدد كبير من احزاب وفصائل الحركة الوطنية اليمنية ان لم يكن معظمها.. وهذا شيء يتفرد به قياسا بالأحزاب والتيارات السياسية القائمة اليوم في اليمن.

إن مرور 43 عاما من حياة الحزب الاشتراكي اليمني لجدبرة بالوقوف امامها وتقييمها من قبل مختلف منظومات ومكونات هذا الحزب، ليس بهدف تقييم تجربته وعمله في اطار الحركة الوطنية، وايضا دوره في العملية السياسية الوطنية، أين أخفق؟! واين كان النجاح من نصيبه؟.

الحزب الاشتراكي اليمني، يختلف في امتداده التاريخي والفكري والجماهيري، عوضا عن خبراته كحزب حاكم تستحق الدراسة والنقد المتجرد، بعيدا عن الجلد وممارسة الالوهية والاستعلاء، انما بهدف الوصول إلى معرفة مكامن ومسببات النجاح، والمؤديات التي افضت الى الاخفاق. 

تحل ذكرى تأسيس الحزب الاشتراكي اليوم في ظل أوضاع حرب وأزمات متنوعة ومتفرقة تشهدها الساحة الوطنية، ولابد أن يكون بين هذه الأوضاع والظروف والحزب الاشتراكي تبادل في التأثير، فهل هناك من دور للحزب في مايجري سواء من الوجهة الايجابية او السلبية؟! لعل تقييم هذه المسألة ستكون محل خلاف واختلاف بين المهتمين، ولكن ما يجب التأكيد عليه هو ان الحزب الاشتراكي اليمني حتى الآن يعد من القوى الوطنية القليلة جدا التي تحاول النأي بنفسها عن الوقوع في مستنقع الولاءات الخارجية، في ظل اندفاع كثير من قيادات الاحزاب السياسية اليمنية وانقسامها في ولاءاتها لقوى إقليمية، الا ان قيادة الحزب الاشتراكي التي لا ننزهها ولكنها بالتأكيد هي الأقل تلوثا بذلك حتى الان. 

ونحن اذ نهنئ قيادة وقواعد الحزب الاشتراكي اليمني بمناسبة ذكرى تأسيس حزبهم، فاننا نطالبهم بمزيد من المواقف الوطنية الحازمة والحاسمة تجاه قضايا الوطن، وفي المقدمة منها استرجاع ارثهم الكبير في الولاء الوطني ورفض الوصاية، وتعزيز روح الثورة والعنفوان الثوري، من أجل اختصار مسافات معاناة شعبنا من الحرب وسؤ المعيشة، ووضع حد للانقسام وتفتت النسيج الوطني، وأن يكون للحزب الاشتراكي دور فاعلا في انهاء الحرب وإحلال السلام ووضع مداميك مستقبل الوطن والشعب.