ذاب الجليد و عادت المياه إلى مجاريها بين الدولتين الجارتين الشقيقتين و عانقت سلوى "أبو سمره" .
و حلق العناب فوق علا سماء العجوز و بارك الذباب للاذناب و فتحت الأبواب و رفرفت الاعلام وعلقت الزينات و أطلق سراح المحظور ذكرها صوتا و همسا و حرفا وكل ما كان على وزن وشكل سمر .
وتبت يدا أبي لهب و تب وامرأته حمالة الحطب تتوارى عن الأنظار و في جيدها حبل من مسد ، و توقف إسهال "قولوا لسمر" و عادت سمر لجزر القمر .
و شطبت النقاط الثلاثة عشر و تحطمت أصنام حمدي الجزيرة و صمتت الأبواق واخرست الألسن واحتفلت "الخطيرة" بالنصر .
ومن طلب "العلا العلا" كاد العدا ، و قطع الخط على "المومس" و عكر صفو راحتها .. طالما و الحسناوات الخمس الورقية ومعهن سمر مطية و رهنا لإشارة بعل الشقراء .
والشغل الشاغل مواجهة التحديات والتصدي للمخاطر ، تحديات فرضت على بني عبد شمس أن يجنحوا لبني عبد الدار وإن كرهت ثقيف و عبس و غطفان .. وأما باقي الحيان بكرا و تغلب فما كان أمامها إلا أن يبارك فوز الجدي الصغير على الناقة الهدباء و قصمه لظهرها .
وما كان ليفوز الجدي دون حكمة و بعد نظر .. فالصغير من ليس له حظ من عقل و لطالما هزم الصغار كبارا لم يملكوا من العقل عقال .
وفي السياسة كل الممكن مباح و السياسة لغة المصالح والأطماع .. ولا يضير الشاة المسلوخة بعد الذبح ان تطلب النجدة ولو كانت في قعر صقر .