آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:24م

مخاوف "نانسي بيلوسي" وعود الثقاب

الأحد - 03 يناير 2021 - الساعة 02:45 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


يتعاظم حجم التوتر في الخليج و ترمب يصعد الموقف مع الديمقراطيين في الداخل الأمريكي ، ويدعو أنصاره للاحتشاد والنزول للشارع.

وهو  مشهد لم يعهد مثله الامريكيون ، ومخاوف "نانسي بيلوسي" تشي بان ترمب يستطيع أن يحظى بولاية رئاسية ثانية متى ماقرر أن يشن حربا على إيران قبل السادس من يناير الجاري بمقتضى الدستور الأمريكي.

ولكن هل يعني ذلك أن خيار الحرب على إيران هو الخيار الوحيد لترمب للبقاء على سدة الحكم . 

وإضافة لذلك ، فأن ترمب وصقوره الجمهوريين لا زالوا يواصلون تصديهم لمحاولات بايدن و فريقه من الحمائم الديمقراطية في الوصول الى اروقة البيت الابيض ومؤسسات صنع القرار في البنتاجون والكونغرس.

وهذا التصدي لاشك انه يعني أن ترمب مصمما على تفويت الفرصة على الديمقراطيين وبايدن في إحكام سيطرتهم على السلطة المستحقة بموجب فوزهم في الانتخابات الرئاسية.

وعلى صعيد متصل بالتوتر المتفاقم في منطقة الخليج ، يبدو أن الإيرانيين ادركوا خطر المساعي الامريكية التي يقودها ترمب وحلفائه في المنطقة ، و مايثبت ذلك الإدراك الإيراني يتجسد في اتخاذ طهران إجراءات مضادة للتحركات الأمريكية ومنها رفع درجة الاستنفار والتأهب لقواتها في مياه الخليج. 

وهو تحرك غير مسبوق للقوات الإيرانية منذ ماعرف حينها بحرب الناقلات النفطية قبل عام ونصف من اليوم .. وعلى مايبدو ان التحرك والتأهب الإيراني جاء ردا على إقامة غطاء جوي امريكي شامل للأجواء العراقية ..! وهو ما يفسر سرعة التحرك الإيراني المضاد.

وعلى مايبدو أن ساعة صفر المواجهة المتوقعة لم تعد فارقة وحاسمة في تطورات الموقف المتصاعد بين طهران وواشنطن، بقدر مستوى الترقب والتكهن الصعب في حد ذاته عن الجهة التي ستأتي منها الضربة الأولى. 

وما هو نطاق الحرب المحتملة بين القوتين وهل ستدخل إسرائيل على خط المواجهة ..؟ وماذا عن الدول العربية الحليفة لترمب ونتينياهو وهل ستدخل على خط المواجهة .

وباعتقادي أن اندلاع الحرب بين طهران وحلفائها وامريكا وحلفائها في المنطقة بات أمرا لا مناص منه ولا مهرب وإن كانت ستترتب عليه تبعات كارثية و عواقب وخيمة ، فإن حالة اللا حرب واللا سلم لن تبقى للأبد ولا بد أن تأتي لحظة إشعال عود الثقاب.

وسواء أشعل عود الثقاب اليوم أو أشعل غدا فخيار الحرب يبدو الحل الأقرب لإنهاء حقبة الصراع الامريكي الإيراني و صنع حقبة جديدة قد يكون فيها خلاص المنطقة وشعوبها من النفوذين الأمريكي والإيراني والعروش الضعيفة المتخاذلة ومعهم الغدة السرطانية الصهيونية الخبيثة وإلى الأبد.