آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:36ص

حاتم علي

الجمعة - 01 يناير 2021 - الساعة 07:41 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


كم نحتاج من الوقت لكي نستوعب أنك رحلت ، سؤال يحتاج لوقت طويل لكي نجيب عليه .. موتك آلمنا من المحيط إلى الخليج ، أبكى دمشق و أدمى الجولان ، مت دون أن نشعر بك ، لعلك آثرت أن تكون و حدك كـ حياتك التي صنعتها وحدك و رحلت عنها وحدك .

تسللت خلسة كنسمة صبح دمشقية ، لم تشأ أن تزعجنا ، مستغرقا تتأمل الموت ، كأنك تتأمل إخراج لوحة درامية حاتمية راقية ، خلف عدسة الكاميرا التي خرجت بها عن النص و الواقع و الرتابة والإنكسارات والهزائم .. لعلك أردت لنا أن نتساءل وأن نفكر و نتأمل كما عودتنا في حياتك قبل موتك .

من للدراما الخلآقة بعدك ، من للواقع الخالي من الزيف بعدك ، من "لسقوط غرناطة" و "عمر بن عبدالعزيز" بعدك .. من يستطيع ان يكون "حاتم علي" بعد أن ترجلت ؟ من يستطيع أن يمتع جماهير العرب بعد أن سقطت ؟ و يلفت أنتباه عباقرة الفن والإخراج في الغرب والشرق من بعدك ؟ وما كان للعرب فنا يجسدهم قبلك ولا أراه يجسدهم بعدك .

يعقب فقدك فراقا يتسع أفقه ومداه الواسع الكبير كلما حاولنا أن نستوعب رحيلك ، نحاول أن نستعيدك من قدر الموت و نحييك ونحيي ثلاثية مرآياك و فصولك الاربعة و الزير سالم وأحلامك الكبيرة و ثلاثينية  غفرانك و روائع أندلسك .. نحاول أن نجذبك إلينا علنا نلمح سطوع نجمك بالجوارح والخشخاش ولكن دون جدوى نراك تنسل منا .

فلن نرى بعدك فاروق و لا العراب و لا أظننا نرى فتحك الأبواب .. بغيابك ستتغرب التغريبة و لن تعود ، لن نرى دمشق ولن نرى قاسيون ، سندخل زمن الغيبة ، زمن احذية الغزاة والاقبية والسجون بعدما حررتنا .

فلا عادت صنعاء ولا عادت بغداد ولن تعود بعدك عدن ، في زمن الحفاة الأجلاف .. زمن البغايا والسفاحون ، حاتم علي نم قرير العين ، فلم ينم مفتري القرن ومن قتلوك يشربون الخمر في بلودان .

مت ولم تقل لنا متى يعود صلاح الدين ، مت ولم تقل لنا متى سنصلي في القدس ركعتين .