آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-05:29م

طريق "معربان السعدي رصد باتيس " بعزيمة الرجال سيتحقق الحلم ؟؟

الجمعة - 18 ديسمبر 2020 - الساعة 02:45 م

سعدان اليافعي
بقلم: سعدان اليافعي
- ارشيف الكاتب


في زيارة استطلاعية كانت الاروع لطريق استراتيجي دولي هام يربط محافظتين هامتين من محافظات الجنوب ( ابين الصامدة ، ولحج الباسلة) طريق لم يرى النور منذ زمن طويل ولم تحرك ميائه الراكدة الا في ضل غياب الدولة بعد نصف قرن من الزمن توالت الوعود لتحقيقه كحلم راود الانسانيون ... لكنها دولة يافع عبر رجالها الاشاوس وأخيارها الداعمون وناسها الطيبون ، شمروا عن السواعد وتلاحمت الايادي وتوحدت الكلمة لإنجاز الحلم المستحيل ، الذين لازالوا في دربه سائرون منذ2017 مابعد الحرب الأخيرة وحتى اللحظة ...

تشرفت بالنزول والزيارات الكثيرة لثورة الطرقات التي تشهدها الشامخة يافع كشبكة طرق محلية بين المديريات وفرعية بين المناطق ، لكن أذهلت لتلك الطريق الدولية الكبرى والرابطة بين المحافظات مباشرة، بتصاميم دولية لمشروع عملاق لا تقيمها الا دول ، طولا وعرضا واكثر الطرق أهمية وفائدة اجتماعية واقتصادية للجميع ، مسافات وزمن ، أنها (طريق معربان يهر بلحج السعدي رصد باتيس أبين )، ...

يوم أمس كان لنا شرف القيام برحلة إعلامية الانطلاقة من محافظة لحج والمحطة النهاية في محافظة أبين بزمن قياسي لم يتجاوز ثلاث ساعات ...

من مدخل وادي معربان الخصب بالتضحية والفداء بمديرية الشهداء يهر يافع كانت الانطلاقة الأولى ضمن لجنة طريق التي تبذل الجهود العظيمة على حساب العمر والصحة تحشد الطاقات وتتابع المتبرعون وتشرف على العاملين ليلا ونهارا بدقة متناهية وبحس يافعي حصيف ، وبولاء وطني غير معهود ، وجدنا الحاج عبادي عاطف وهو يتابع العاملين الذين يكدون ويكدحون لإتقان عملهم في أحد السائلة لعمل المصدات الدفاعية بحواجز اسمنتية ضخمة لمشرع دولي مستقبلي ممرا بين المحافظتين ، وجدناه صابر مع زغزغة العصافير يستيقظ صباح كل يوم في أجواء باردة وقد بلغ من العمر عتيا لكنه يملك روح الشباب والحماس لا نظير له في زمن شبابنا ، وتحت حرارة الشمس وجدنا المعلم النحيل الممتليء بالإرادة والإصرار الإستاذ عبد الحكيم قاسم ربان السفينة وموجهها كقائد يجيد الإبحار بالطريق المعربانية السعداوية صوب رصد وأبين رغم الصعاب والعراقيل التي تعترض سير عملهم ، لكنه شاب وجدناه مشحون بالحماس وعنفوان العمل هاجسه وشاغله الشاغل ، كرئيس للمشروع يطمح أن ينجح ويسجل بصمته في خدمة يافع خاصة بمثل تلك المشاريع الخيرية التي تضل في ميزان الحسنات دنيا وأخرى .. وصديق رحلتنا الرجل البشوش الإعلامي العتيق المتجدد بالعزيمة والثائر في طرحه المتمكن من عمله بحكم علاقته الواسعة على كافة الأصعدة النضالية والعملية ابو زين هيثم محمد ذلك الرجل الذي يكافح بقوة أمام الجهات الرسمية والصناديق الداعمة والمنظمات وجدته يقرع الابواب ويسوق للمشروع خلال زيارته إلى عدن ولحج وفي عقله طريق معربان السعدي رصد ، شعاره همة حتى القمة لتحقيق الحلم ...

انطلقنا ميدانيا مابعد الظهيرة ونحن نتفحص الطريق متراً مترا ما أنجز وما لم ينجز وشاهدنا العزيمة الفولاذية لأولئك الرجال من أبناء يافع وهم يهدون الجبال ويبنون الحواجز والجدران الساندة والمانعة في تلك الجبال الصلبة ، كصلابة وعزيمة أبنائها ، اذهلنا ما شاهدناه من طريق هي الأولى على مستوى الطرقات التي تنشئ في يافع طولا كمسافة وتوسعة عرضاً لأكثر من خط مستقبلي (هاتين ،الى أربعة) كذلك منافذها ومعابرها وتغيير اتجاهها من ناحية إلى أخرى كجسور أرضية مخططه تصميما للمستقبل حيال الانجاز .. ما شد اعجابي وتكرار سؤالي أكثر من مرة لرفقاء الرحلة خاصة لجنة المشروع عن الإمكانيات التي تمتلكها والمعدات الآلية التي بها تهد الجبال وتجرف القلاع وتبنى الجدران ، أنها إلة الارادة آلة التمكين آلة الصمود ، لا توجد آليات شركات عملاقة فقط اعمال يدوية للأهالي وتبرعاتهم بمعدات بسيطة يقاول عليها احيانا ، واحيانا مبادرات أهلية مؤقتة في أماكن رفعت الطريق عن مجاري الوديان والسيول ، لم اصدق وانا زرت الطريق أكثر من مرة مارا ايام النضال بسنوت ونحن نمر بطريق في السيال وفوق الاحجار والقلاع طريق صعبة تزداد صعوبة ووعورة خاصة بعد سقوط الأمطار وجريان السيول ، لكن هذه المرة استغربت واندهشت أننا في نفس الامكنة ولكن ببطون الوديان وبجوانب الجبال ، شق وتوسعة وبناء الجدران العملاقة ، يالها من إنجازات عظيمة ، والاعظم بتلك الظاهرة الاجتماعية اليافعية المبادرات والتنافس الكبير لإنجازها ، والاجمل لأولئك الرجال من رجال المال والأعمال وكذا المغتربون والمقتدرون ، والقرى والمناطق التي تتنافس على الدعم والمساعدة وعمل الخير ، والاجمل ذلك الدعم عندما يكون للسبيل ، خاصة عند تسجل تلك التبرعات لأرواح الشهداء والاباء والأجداد .. تلك الوسائل والطرق وجدناها مصدر لجلب الدعم لاستمرار شق تلك الطريق التي توفر الكثير لأكثر من ثلاث مئة وخمسون ألف نسمة فائدة مباشرة بحكم قربهم من الطريق في تلك المديريات بالمحافظتين ... ويستفاد منها الكل من مديريات المحافظات لقصر مسافتها ولزمنها القليل ...
وجدت التنافس بين كل المناطق ورفيق الرحلة يشير إليا بأسماء بعض المناطق والقرى المتنافسة كنعوم وفلسان والراحب وهلام ومعربان هناك الجبل الكبير جبل حيض .. قرى كثيرة لم تسعفنا الذاكرة لتدوينها ...
في نقيل هلام الكبير التي شقت الطريق بمنعطفاتها والالتواءات المنحنية كنافذة بها نبحر نحو الحبيبة ابين ، عندما أخبرنا زملاء الرحلة أننا في ابين لم اصدق بهذه السرعة والزمن القصير حط بنا الرحيل في ابين وقبل أن نصل إلى أول مناطق يافع الابينية كانت لنا النظرة الأخيرة لنشاهد من سفح جبل هلام المناظر الجميلة إلى معربان والوادي الطويل وتلك الشامخات بشموخ يافع .. في نزولنا رويداً رويداً صوب منطقة السعدي ونحن نتفحص مناطقها أريمة بلاد ومسقط الثائر الشهيد ثابت عبد وعلى سفح الجبال الموصف وفلسان على شمائلنا ونحن ننظر لجبال السعدي وفي واجهتنا قلعة كبيرة كجار لجبل يحتضن المنطقة ويحرسها وخلال مرورنا بتلك المنطقة همس في أذني الرفيق عبد الحكيم بأن شخص يدعى( صلاح) كانت له بصمة أولية في تحريك مياه هذه الطريق , تذكرت حينها رجل كطبيب جمعني به لقاء بردفان خلال الحرب ذكرني بطريق سيتم حشد الطاقات لها لتربط بين أبين ولحج وسار إليا يومها د.صلاح جرهوم أن نكون عونا إعلاميا لهم ، رغم صعاب الحرب لم نلتقي ،، كم كنت سعيد واكثر فرحا أن نلتقيه أن هو موجود بهذه المنطقة فكانت المفاجأة أن أخذنا إليه الإخوة ، وجدته مسرورا بهذه المفاجأة والزيارة لقيناه يقوم بواجبه العملي الطبي في عيادته كعادته يصبوا نحو النجاح ، ومع ذلك كان سعيدا لاننا ومع هذا الزمن اتينا بزيارة نستطلع وضع الطريق الذي حكى عنها ذات مرة ، ولذلك بادرة وما زال متقد بالحماس ، عرفنا د. صلاح بالطريق وحكى عن صعوبتها وعراقيلها وأهميتها إنجازها للأهالي ،

وصوب الجبل الكبير جار كان عمنا الحاج عبادي يعرفنا بأهميته ومواقف تاريخية حدثت هنا وهناك وكل تلك المناطق المترامية على سفوح الجبال ، رهن هاتف الزميل الرائع مدير اعلام رصد الرفيق فضل الحربي نخبره أننا على بعد كيلو منه لم يصدق بالمفاجاة ، ورغم انشغاله بادرة الى اللقاء بناء واعطاءنا نبذة عن تلك الطريق وأهميتها في اجمل لقاء يجمعنا بالقرب من القارة النصبأ في رصد ...

تلك الطريق التي من خلالها انتقلنا بين مناطق يافع في مديريات يهر ورصد لكنها يتواصل مسيرها حتى باتيس وتربط سباح وسرار ورصد وجعار ويهر والمزيد من المديريات ..

وامام هذا الطريق العملاق دعوة نوجهها إلى التحالف العربي وصناديق الدعم والإعمار والمنظمات الداعمة ، بالنظر إلى هذا المشروع الاستراتيجي الهام ودعمه واعتماده ، كما هي الدعوة الى الخيرين من أبناء يافع وراس المال اليافعي الاستمرار في دعم المشروع وتسخير الإمكانيات لتحقيق هذا الحلم اليافعي الكبير وحشد الطاقات المادية صوب إنجازه وإكمال مراحل العمل التي انطلقت وعدم تعثرها وتوقفها أمام أي صعاب ..
كما نوجه الدعوة للساسة والمسؤولين والقادة العسكريين من أبناء يافع بأن تجود ودعم المشروع بعلاقتهم الواسعة أمام الجهات وبما تجود به ذاتهم من إمكانية مادية ..

تحية لكل من شارك وعمل لإنجاز الحلم اليافعي الكبير ...