آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-08:24م

الرجولة قيم وسلوكيات ..

الثلاثاء - 15 ديسمبر 2020 - الساعة 02:09 م

عبدالعزيز الحمزة
بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب


قصة نجاح جديدة. بطلاتها خمس معلمات متطوعات .
حينما خلق الله آم ابا البشر جعل منه زوجين أي صنفين.. قال تعالى : ( فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ)
ولم يجعل ميزة لأحدهما على الآخر الا بالتقوى والعمل الصالح .
قال الشاعر :
وما التأنيث لاسم الشمس عيب
ولا التذكير فخر للهلال
ندرك جميعا ان وضع البلاد والحرب المستمرة ووجود سلطات الدولة الثلاث خارج الوطن ،قد أثر في جميع مناحي الحياة وقطاعات الخدمات .
ولعل اكثر القطاعات تأثرا قطاع التربية والتعليم . فالمعلم أدنى موظفي الدولة أجرا، إضافة إلى توقف التوظيف منذ ما يقرب من عقد من الزمان .
الحالة المعيشية والغلاء وعدم الاستقرار الأمني وغياب الرقابة والرعاية الاجتماعية ، كل هذه العوامل أثرت سلبا على التعليم في بلادنا ، ولعل هذا هو الهدف الأساسي الأول لحالة الأزمة التي اوقعنا فيها أعداء الوطن .
لكن مع كل هذه التحديات هناك فئة من الناس لم ينهزموا، قاوموا هذه التحديات ، بهمة عالية ، جعلت من هذا التحديات الكبيرة مجرد وخز اشواك صغيرة في طريق المجد ...

كان لي شرف زيارة مدرسة قرية المقر ، هذه المدرسة التي كادت أن تتوقف ، بسبب عدم وجود معلمين .
قامت خمس نساء رائعات ، ورفضن ان تغلق المدرسة ، وتطوعن للعمل فيها كمدرسات متطوعات .
سلوك رجولي وبطويلي، استطعن من خلاله ، كسر الواقع المرير ، وفتحن المدرسة ، منذ عامين وهن يكافحن ويناضلن من أجل تعليم أبناء القرية .
هذا السلوك الرائع ، انقذ أبناء القرية من الأمية، والتي هي أكبر مرض قد يصيب المجتمع .
كم نحن اليوم بحاجة الى تعميم هذه السلوكيات الرجولية الرائعة، التي تعيد للوطن مجده .
يا سادة أنهم يريدون شباب امي غير متعلم ، ليكونون وقودا لمليشياتهم ، التي تسعر بها الحرب ضد الوطن ، ليتسنى لهم السيطرة عليه .
ان سولك هؤلاء المعلمات الفضلوات، هو مشوع المقاومة الحقيقة للمشروع التخريبي لوطننا ، فل ننظم جميعا إلى هذا المشروع المقاوم.
أثناء زيارتنا اليوم إلى هذه المدرسة قدمنا سبورات جديدة للفصول وقمنا ببعض الترميمات للأبواب والنوافذ ، وقدمنا خزان للمياه سعة ١٥٠٠ لتر . وقام مجموعة من شباب القرية بمساعدتنا في ترميم اثاث المدرسة وانجزنا تأثيث فصل دراسي وتعهد الشباب بمواصلة ترميم الاثاث القديم المكدس حتى يتم تأثيث كل الفصول .
و تم تقديم مساعدة نقدية للمعلمات المتطوعات مقدمة من البطل معالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس احمد الميسري.
والمدرسة ما تزال بحاجة إلى سور خارجي وكذا مظلة تقي الأطفال من حر الشمس .
فيا أيها الرجال بادروا .
والله الموفق


عبدالعزيز الحمزة
الثلاثاء ١٥ ديسمبر ٢٠٢٠م