آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

حكومة أطفال ولعب عيال

الخميس - 10 ديسمبر 2020 - الساعة 03:53 م

محمد أحمد بالفخر
بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


في السنوات الأخيرة من حكم عفاش ظهرت للعلن قائمة طويلة من أبناء المسؤولين واقربائهم (فئة الأطفال) وتم الإعلان عنهم في الصحف الرسمية بأنهم برلمان الأطفال اليمني والهدف من ذلك إعطاء انطباع للرأي العام المحلي والدولي أن البلد تعيش أجواء الديمقراطية بكل تفاصيلها لدرجة الترف حتى أصبح لدينا برلمان أطفال يحاكي ما يمارسه يحيى الراعي ورفاقه من ألاعيب سياسية باسم الديمقراطية تحت قبة برلمانه، ومتفوقين على كل بلدان العالم التي سبقتنا بديمقراطيتها وتجاوزناها بأطفال الأنابيب ولا ندري حتى هذه اللحظة ما هو المنجز الذي تحقق من ذلك إلا مزيدا من نقمات الشعب الذي خرج ثائراً حتى تم خلع رأس النظام وللأسف أبقى على جسده،

 

وفي فترة اغتراب الحكومة اليمنية في الست السنوات العجاف على الشعب اليمني ويبدو أنها ستكمل السابعة وحقيقة الأمر كانت سنوات سمان للحكومة ومنتسبيها من وزراء ووكلاء ومستشارين ومحافظين وعشرات الوكلاء لكل محافظة وأعداد مهولة من السفراء ورجال السلك الدبلوماسي في سفاراتنا في أنحاء المعمورة بدأ من دول الجوار وانتهاء بالدول العظمى وربما حتى في مملكة الجبل الأصفر الغير موجودة على الخريطة، ورواتب مهولة بالدولار الأمريكي والريال السعودي حتى ظهرت آثار النعمة على محياهم ومن يعولون، وفي الوقت نفسه ارتفاع لغلاء المعيشة داخل البلد مع انهيار كلي لمنظومة الخدمات العامة وتحديدا في المناطق المحررة لم يسبق له مثيل، وفي الوقت نفسه يمر الشهر والشهرين على جنود الجيش الوطني المرابطين في الجبهات دون رواتب يسدون بها احتياجات أسرهم التي تعيش على الكفاف،

 

وفي خضم كل ذلك ظهر لنا أطفال في مقتبل سن المراهقة تم الإعلان عنهم بأنهم حكومة الأطفال اليمنية دون مرجع لها من قانون او دستور وهم حقيقةً مجاميع من أبناء المسؤولين وبعض اصحابهم وحظوا بالظهور الإعلامي الرسمي وغير الرسمي ومقابلة رسمية مع كبار رجال الدولة والسفراء وغير السفراء وتواجدوا في الحفلات والموائد الرسمية وغير الرسمية ويتسابقون للتصوير مع هذا وذاك، إضافة الى الجوازات الدبلوماسية والخاصة والمرتبات والنثريات والشقق الفندقية والحصول على المنح والامتيازات الحكومية ومن فاعلي الخير تحت بند (من أجل عين تكرم مدينة) اذا كانت حكومتك سترسلك للدراسة في روسيا أنا سأرسلك إلى أمريكا وماله سباق في عمل الخير ولن ينسى له المعروف عندما يصبح مسؤولاً في قادم الأيام!

 

وحقيقة كنت أظن أنهم عبارة عن ظاهرة فيسبوكية ليس إلا، حتى فوجئت بسفرهم الى عدن في طائرة عسكرية وذا بموكبهم تحميه أطقم العسكرية  من أمامهم ومن خلفهم وهذا هو المهم، ويظهر أحدهم على أنه وزيرا للداخلية او مديراً للأمن يلبس بدلة عسكرية وطاقية كاوبوي اعجابا بشلال خان يصافح مجموعة من العسكريين أمثاله في منظر مخزي ومقزز أن تصل بنا السخرية منهم ومن آبائهم الى هذا المستوى وأمام العالم أجمع في الوقت الذي تعيش فيه البلاد حروباً وتمردات وملشنة وفقر وجوع وتدهور في التعليم وانعدام خدمات صحية، ويتراقص هؤلاء الأطفال على جراحنا وآلامنا وبمباركة من الدولة ومن كبار القوم،

فهل ينطبق عليهم قول أحمد مطر في إحدى قصائده:

يا ربي

هل نحن من ماءٍ مهين؟

وهم من بيبسي كولا؟

أم أنهم من اسبرين؟

 

إلى أين نحن سائرون؟ لا رؤية واضحة ولا مسار صحيح والأمور تمشي في مسارات عكسية ويبدو أن سنوات التيه والضياع ستزداد وفقدان الأمل أصبح واضحا. وكأننا نعيش فعلا في زمن لعب عيال