آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-08:59م

لقد سرقوا احلام الطفولة !

الأحد - 06 ديسمبر 2020 - الساعة 06:31 م

عبدالعزيز الحمزة
بقلم: عبدالعزيز الحمزة
- ارشيف الكاتب


زرتهم اليوم ، وقد زرتهم سابقا ، الزيارة الأولى هرب نصف التلاميذ حين رأونا ، كانوا يظنوا اننا أصحاب التطعيم ومعنا أبر...
هذه المرة الزيارة تختلف ، وجدنا ترحيبا وفرحا بقدومنا.
كانت الطفلة آية اكثر الأطفال فرحا بزيارتنا ، لم نكن نحمل لهم كل او حتى نصف احتياجاتهم التي طلبوها في الزيارة السابقة ، لكن كان معنا سبورتان جميلتان ، وقليل من الدفاتر والأقلام وبعض المستلزمات التعليمية .
كان الاطفال في غاية السعادة ، حين رأوا السبورتين .
اغرورقت عيناي بالدموع وانا أرى الفرح والسعادة على وجوه الأطفال، وكأنما جئنا لهم بكنز قارون ، واااه كم كنت أتمنى لو أستطيع تقديم الكثير لهؤلاء الأطفال، الذين يتعطشون للتعلم والمعرفة .
وانا في غمرة هذه المشاعر الفرح الممزوج بالأسف على هذه الحالة التي وصل إليها حال بلادنا ، قفزت إلى ذهني كثير من التساؤلات، لماذا لا نستطيع بناء مدرسة لهؤلاء الأطفال ؟، لما لا نستطيع توفير لهم ما يحتاجون ليعيشوا طفولتهم بشكل أفضل؟ ، لماذا حال التربية والتعليم في تدهور ؟ ، لماذا لا نستطيع توفير خدمات صحية مناسبة لحماية الطفولة ؟ .
لماذا كل سبل الحياة في بلدي تتدهور؟
لماذا كل سبل الموت وسفك الدماء في بلدي تزدهر ؟ .
تساؤلات كثيرة كادت تفسد علي لحظة التمتع بفرحة الأطفال، لأن لحظات الفرح في وطني صارت عزيزة ، فعدت إلى الأطفال وفرحتهم جسدا وروحا، سألتهم ماذا تريدون ، بادرت آية بالإجابة، يا استاذ نريد تبنوا لنا فصل ندرس فيه ، قالت البرد الصباح يؤذينا وشمس الظهيرة تكوينا، نريد فصل ندرس فيه وكراسي .
قلت لها تريدوا زي مدرسي ، قالت انا معي زي بس فاطمة وأمل ما عندهن .
قلت لها انتي أيش تشتي قالت حذاء فقد كانت حافية القدمين .
طبعا هؤلاء الأطفال وحالتهم ، تصف بدقة حال بلادنا ، فقر وعوز، واحتياج إلى ابسط مقومات الحياة .
انتهت الزيارة وغادرنا قرية امسويد ، وانا كلي ثقة ان الله سيسخر لهؤلاء الأطفال من يحقق لهم حلمهم في بناء فصل دراسي لهم ، وكساء وحذاء ، فمازال أهل الخير كثر ، حتى وإن خاب ظننا في دولتنا .
وصنائع المعروف تقي مصارع السوء .

 


عبدالعزيز الحمزة
الأحد ٦ ديسمبر ٢٠٢٠م