آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:31م

كلام مبعثر وأفكار مشتتة ومقال مكركب !

الأحد - 15 نوفمبر 2020 - الساعة 07:43 م

سعيد الصيدي
بقلم: سعيد الصيدي
- ارشيف الكاتب


ما قبل الإستقلال وتشكبل أتحاد الجنوب العربي ،،،

كانت هناك سلطنات وإمارات ومشيخات ،  وكان السائد بأن القبيلة هي من تملك الأرض بحدودها ووثائقها ومسمياتها..
وما دون ذلك فهم مستوطنون بأسمائهم ونسبهم , ولكن هناك حقوق متساويه للكل .
وهناك ضوابط وخطوط ومسافات يمنع تجاوزها. ففي عام 1962 م , تم تأسيس إتحاد ضم 12 سلطنة ومشيخة , ثم إنضمت إليه ولاية عدن عام 1963 .
ثم سلطنات الواحدي الحضرمية عام 1964, ولم تنضم باقي سلطنات حضرموت له إضافة إلى سلطنة يافع العليا، حيث تأسس برعاية بريطانية وإنتهى عام 1967 عقب الإستقلال وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية .


ما بعد الاستقلال :
توحدت الكيانات القبلية (سلطنات وإمارات ومشيخات) ضمن دولة وكيان واحد بعد الإستقلال مباشرة يوم 30 نوفمبر 1967م ، وهناك كان توجه عام لقضية الوحدة اليمنية كهدف أساسي ورئيسي .
وهناك تطلعات إلى ماهو
 أبعد من ذلك للوحدة العربية , ووحدة نضال حركات التحرر الوطني , حيث تم إحتضان ودعم تلك الحركات على مستوى المحيط والإقليم ، ولا توجد هناك أصوات نشاز تتحدث عن تسميات قبلية أو إنتماءات تتجاوز حدود الدولة الجنوبية لأبناء الشمال أو الجنسيات المختلفة التي إستوطنت بعدن وأصبحت جزء من النسيج الإجتماعي للدولة حيث كان يجمع الكل وطن واحد ونظام واحد متساويين في الحقوق والواجبات . وكان يتم تحديد الأخطاء أو أي إخلال بحسب الأعمال والمواقف والإنتماء السياسي وليس بحسب الإنتماءات القبلية والمناطقية .


أثناء الوحده وفي فترة بداياتها :
بدأ تصادم الأيديولوجية بين النظامين السياسيين في الشمال والجنوب يزداد , وبدأت تتسع دائرة الخلافات ,  وتتشبع بأفكار الكراهية والمناطقية والقبلية وأثيرت النعرات القبلية , وظهرت على السطح التباينات السياسية والفكرية ووجدت قوى الظلام ضالتها وحاضنتها كتربة خصبة لزراعة أفكار الهدم والكراهية عن طريق شن حرب ظالمة على شعب الجنوب في العام 1994 بعد قيام دولة الوحدة اليمنية بأربع سنوات . .


قبل الحراك :
عندما عم الظلم والإقصاء لكل جنوبي , ولكل من كان ينتمي إليه وفي حضنه , بغض النظر عن الإنتماء القبلي أو ما يتجاوز حدود الدولة الجنوبية ، كان الهم حينها هو أزاحت هذا الظلم , وعن الكل . وتوحدت الجهود والرؤى والأفكار . وكان هم الجميع هو إستعادة الدولة وتقرير المصير وإعادة الحقوق والكرامة المسلوبة , ورد الاعتبار للشعب الجنوبي وكوادره ومؤسساته ولكل من كان في إطار الدولة .


أثناء الحراك :
عادت المؤامرة ضد الجنوب وهويته من خلال إستهداف رموز وقيادات الحراك , والعزف على وتر الإنتماءات القبلية والمناطقية وآثار الصراعات السياسية :
1 - البعض كان يتكلم عن النفوذ الشمالي وسيطرته على مفاصل الدولة , وعلى الثروة الوطنية والإستيلاء على الأرض , وهو الذي يجب أن يزول , وغير مقبول فيه , ومرفوض تماماً .
2 -  البعض من كان يتكلم عن النفوذ الشمالي بدأ يتكلم عن جزء من الكيانات الجنوبية الذي دعا في وقت سابق إلى توحيده , وإعلان مبدأ التصالح والتسامح , وأداء القسم , وأعلن بأن دم الجنوبي على الجنوبي حرام ,  والحفاظ على الجميع وإتساع الوطن لهم .
3 - البعض الآن يعتبر بعض قبائل دخيلة عن عدن ,  والبعض الآخر يدّعي إنتمائه لعدن والآخرين دخيلين  .
4 - البعض يتهم الآخرين بالخيانة .... والسؤال الذي نسأل أنفسنا فيه :

إذاً عدن لمن ؟. والجنوب لمن ؟ .
هناك خطابات عقلانية تدعوا  إلى ضرورة وحدة الجميع , والحفاظ على الوطن وأبنائه جميعاً :

1 - أن يكون الوطن للجميع دون إستثناء . وأن يكون بناء الجيش والأمن على أساس وطني , وليس على أساس الإنتماء القبلي , أو الجهوي أو الإنتماء السياسي .
2 - من يتكلم عن تخوين أبناء أبين وشبوه فهو أخطأ وأضر بالنسيج الإجتماعي.
3 - من يتكلم عن يافع والضالع وردفان فقد أخطأ وأضر بالنسيج الاجتماعي .
4 - ومن بتكلم عن فئة معينة بتخوينهم وقد أصبحت جزء من النسيج الإجتماعي للجنوب فقد أضر كذلك .
5 -  نحن نريد خطاب سياسي يتحدث عن وحدة الجميع . عن التآخي والألفة , وعن وحدة النسيج الإجتماعي , ويتحدث عن نبذ السلوكيات والممارسات الخاطئه وتسمية شخوصها فقط .

لهذا نحن بحاجه إلى إعادة تأهيل شاملة في الأخلاق والقيم الإنسانية , والسلوك القويم , والتعامل الصحيح , كي نتقبل بعضنا بعضنا مع إختلاف الرأي ووجهات النظر بيننا , ونحافظ على بعضنا لنتمكن جميعنا من بناء وطننا الذي يتسع للجميع .
ونحترم كل من فيه كإنسان وحقوقه , ونحاسب كل من لا يحترم النظام والقانون .

الخلاصة التي ينبغي أن يعيها الكل عن عدن   :                                                                            الخلاصة التي ينبغي أن يعيها الكل عن عدن , أنها لن  تفصل وتفرز كل من عاش وسكن في عدن ومنذ سنوات طوال , وإكتسب هويتها, أن توصمه بالغريب والدخيل , أو النقيلة ، أوتحدده اليوم وتفرزه بهوية أو بقبيلة أو بمجتمع كان ينتمي له , فهذا يعتبر تجنِّي وقاسي , بل جاهلي .

عدن لمن سكنها , وهي مدينة مفتوحة , ومصالح مشتركة بين السكان .

وإذا أردتم  التحديد بمعرفة مدينة عدن فهي عبدلية لحجية أو يافعية , لكنها مدينة - متروبوليتان- أي متعددة الأرومات واللهجات والأجناس .
وهي لأهل يافع ولأهل العوالق وحضرموت , وكل من سكن وحل من تعز والصومال والهند وسيلان .