آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:25م

التاسيسات الخادعة والمُظلِّلة 

الجمعة - 06 نوفمبر 2020 - الساعة 05:24 م

صالح علي الدويل باراس
بقلم: صالح علي الدويل باراس
- ارشيف الكاتب


 

 

⭕ تبادلت حوائط الفايس بوك وصفحات التواصل الاجتماعي ان مفتيا اخوانجيا على منبر في عتق المحتلة يفتي باباحة دماء الانفصاليين الجنوبيين وافراد النخبة الشبوانية ولم تحرّك المؤسسات المنسوبة للشرعية ساكنا !! لتثبت حقيقة او عدم حقيقة تلك الفتوى 

 

فالبعض - لم تثره - ف"الفرمتة " الحركية صارت وطنا له ويبارك اراقة هذه الدماء ويستحلها !! وبعض مازال في وهم ان الوحدة قدرنا ومصيرنا ويباركها ايضا !! ..

فهل هي قدر ومصير ديني تستحق فتوى منبرية لسفك الدماء ام انها خرافة اليمننة واستغفالها ، ادارتها وما زالت تديرها شموليات فكرية لمصالحها بالتخوين حينا والتكفير احيانا والفتوى المنبرية فيها سلاح يشرعن القتل ؟

 

لماذا الحوثي يزداد تثبيتا لنظامه في الشمال دون اي مقاومة جدية من ابناء الشمال؟ 

 

✅الاجابة معقدة عن كيفية التثبيت فيها وفشلها جنوبا ، لكن المدخل اليها من خلال طبيعة الزيدية التي حكمت لاكثر من الف عام في مناطق الشمال والتي كانت تملك مرجعيتين تدير بهما املاكها : 

*مرجعية دينية*

 *ومرجعية سياسية*

مرجعيتان مختلطتان تدير بهما شؤون الدين والدنيا ، وتاثيراتها التي زرعتها في مناطق مذهبها والمناطق خارج المذهب التي ظلت مجال امتداد لذلك المركز وسحقت فيها اي ندية وجعلت بلادهم *بلاد فتح* وكانت الفتوى السلاح الامضى الذي يغطي ويشرعن معاركها التاريخية والسمة الابرز في بلاد الفتح الزيدي انهم *كفار تاويل* سُلِبت منهم المواطنة والحقوق فقامت الزيدية بعد ان فتحتها بعملية تغيير سكاني *باحلال كمي ونوعي* كما يخططون له في الجنوب وصل لتغيير وجاهات المناطق المناطق التي كانت تخشاها . 

ويروي التاريخ عن *ثورة الفقية سعيد الابي* وكيف خذلته في اللحظة الحاسمة تلك الوجاهات المزروعة وانقلبت عليه لصالح موروثها والشواهد كثيرة منها مؤخرا ثورة المناطق الشافعية الوسطى وهي في الاساس ثورة مظلومية وطنية، وكما عملت ابواق الامامة ضد ثورة الفقية سعيد وانه ساحر ودجال عملت ابواق عصبويتها بانها شيوعية فكانت الحركيات الاسلامية حصان طروادة فيها فجعلت بعضهم يقتلون بعض لنصرتها ومازالوا...

هذه الخلفية التي تفسر ازدياد ثبات الحوثي في الشمال وهي غير موجودة في الوعي الجنوبي الا من خلال محاولة "فرمتته" واستدراجه ، تحل فيه الحركية الاخوانية في الافتاء بالقتل محل الدور الذي كانت تقوم به الزيدية في عصورها الماضية في مناطق الفتح الشافعية وصار في الزيدية عقيدة لاتحتاج لفتوى بعد فشل الفرمتة القومجية او دعوى الوطنية او انتهاء دورها .

 

✅ الكل من الجنوبيين - الا من مكابر او حركي - يؤمنون بتهافت حجج الوحدة واستحالة ان تصير مشروعا يفيد الجنوب العربي واليمن فلو كانت اسس صلبة لما تداعى بنيانها في بضع سنين ولِمَا احتاجت لمفتين في كل منعطف تهتز اركانها ، فالوحدة قامت على تاصيلات مؤسسية كاذبة او ملفقة او واهمة منها وحدية الثورة اليمنية ، والثورة الام في اليمن تقابلها الثورة الوليدة في الجنوب او وحدة العروبة او شعارات الخلافة وان القدر والمصير متصل بوحدة النسب ..الخ ولو كانت وحدة النسب من مقومات تاسيس الدول فيكفي العالم الانتساب لادم عليه السلام وتكون دولة واحدة ، وهي تاسيسات مظللة تناسلت منها اخطاء في التقديرات المؤدلجة تتوجت بالهاوية الوحدوية من قبل قيادة الجنوب وفرض وحدة بين بلدين يختلفان في كل شيء *حتى ممارسات العقيدة وشعائرها* ورغم خطل تجربة الجنوب واسرافها في التنظيرات وتجفيف جداول التنوع السياسي والحزبي المعارض الذي يثري اي تجربة ويمنعها ان تتصحّر فانها كانت دولة مؤسسات وقوانين بغض النظر عن اخطائها ، وفي الشمال كانت الدولة اشبة بعصابة تدير سلطة وهي ليست صدفة ؛ بل؛ امتداد لذلك الموروث الذي قام على نظرية امام يدير شؤون الدنيا والدين معا فحورته صنعاء لرئيس يدير شؤون الدنيا وفتاوى حزبية اخوانية تدير شؤون الدين ، لذلك في اول هزة وحدوية لجأ للفتوى لشرعنة حربه كما لجا قبله المتوكل على الله اسماعيل بالافتاء بان شوافع اليمن كفار تاويل وماترتب على ذلك من تحويلهم من ملاك واسياد ارض الى اقنان ارض يملكها ويملك ترحيلهم الامام او مندوبه ، وعلى ذات النهج سار عفاش وجناح الافتاء الاخواني بتكفير الجنوب ومن ثم قسموا ارضه مربعات فيد نفطية واستثمارية...الخ لشيوخ الهضبة وتجار النفوذ والسلطة وهي طريقة حديثة لتحويل الجنوبيين لاحقا الى اقنان في ارضهم كما حوّل اسماعيل مناطق الشوافع الى اقنان في ارضهم 

 

✅ البعض يتوهم ان اصلاح الوحدة سيكون عبر مشروع اليمن الاتحادي هذا الحل رفضته كل صنعاء كل ما في الامر ان الحوثي استأثر بالكعكة كاملة ، اتحادية يعتقدها البعض بداية الطريق لإصلاح الوحدة ، وفي حقيقتها عبارة عن شمولية انحنت للعاصفة وستاخذ باليمين ما اعطته بالشمال ، ويكفي اثباتا لنقض ذلك الوهم ان الوحدة الاندماجية انقلبوا عليها وكان الجنوبيون شركاء مع الشماليين في الحزب فخذلوهم بينما الاخوان وغيرهم من الجنوبيين الوحدويين ليسوا بذات الشراكة ولا بذات التجانس التي كانت في الحزب فوجودهم ليس في المستويات القيادية او ماتحتها بل في مستويات ادنى الا من مكونات مستنسخة يعرف ناسخها متى ينتهي دورها .. ورغم شراكة الشماليين في الحزب الاشتراكي فبعد اقل من اربع سنوات خذلوا الجنوبيين بمجرد ان هزمتهم صنعاء بينما اليمن الاتحادي انقلبوا عليه قبل ان يُعلَن دستوره وسجنوا رئيسه وغيروا الاتحادية بوثيقة السلم والشراكة واصبحت وثيقة دولية بمباركة ورضى القطاع الجنوبي في الاخواني وغير الاخواني لكنه وهم مازال البعض معلقا به 

فهل من استفاقة ؟

✅المشكل ليست في شخص عفاش بل في المنظومة الثقافية السياسية العسكرية الضاربة في العمق التي تدور حول مركز صنعاء فهي لن تنتج الا طائفي كالحوثي او عصبوي كعفاش او متحزب اخوانجي يؤمن بنقاء دم ذلك المركز وانه خُلِق ليحكم وما سواه محكوم

✅ وحتى عبدربه منصور من خلال تجربته مع ذلك المركز يؤمن بتداعي فرضية اليمن الاتحادي وتجربته مؤلمة معهم ولذلك ظل عازل *يمنه الاتحادي في فندق وحكومتها في جروب واتس اب* واعتقد انه يمارس معهم طريقه *محبة القرد لصغيره* فاذا مات صغير القردة يحمله على ظهره حتى يتحلل وتتساقط اعضاؤه ، ومنصور سيحمل وحداية اليمن الاتحادي حتى تتحلل مكوناته ولن تقبل صلعته سجنا اخر في صنعاء لانه هذه المرة سيفقدها

 

6نوفمبر 2020م