آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-03:09م

التدخل التركي المشروع

الثلاثاء - 20 أكتوبر 2020 - الساعة 07:29 م
ناصر عوض لزرق

بقلم: ناصر عوض لزرق
- ارشيف الكاتب


منذ مساء أمس الاثنين والحديث كله عن استهداف علي جان يودك المسئول المالي للهلال الأحمر التركي بعدن، وعن من قام باستهدافه ومن يقف خلف محاولة اغتياله .

يبرر العديد من الهاوين إلى أن هذا الاعتداء يسمح للأتراك بالتدخل في العاصمة المؤقتة عدن، بحجة أن هناك من اعتدى على أحد مسئوليهم .

هذا التبرير القبيح، هو أشبه بمن يُشافي ألم جرحه بصنع جرح آخر بجسمه، وهذا هو الفكر المغلوط عند الذين لا يفقهون معنا السماح بأن تدير بلدك قوات خارجية .

السماح بدخول قوات دولة أخرى إلى عدن يعني أن نبدأ بمشروع عذاب وتنكيل جديد، يعني أن نعيش في دوامة الفوضى والاغتيالات والخراج وغياب الخدمات والأمن والأمان مرة أخرى .

يعني أن نعيش دوامة أخرى من السيناريوهات والأفلام الإعلامية والسياسية، وأن نُعيد ترتيب الوطنية من جديد وأن نختار أبطالاً جدد يمثلون النزاهة والشجاعة على حساب البسطاء والغلابى، يعني أن ننتظر سيناريو أسوأ من سابقه، فالجزء الثاني دائماً ما يأتي بأفعال أفظع من ما سبقها .

كلامي هذا لا يعني أنني مع أن تسيطر علينا الإمارات أو السعودية، وأنني ضد أن تتواجد تركيا في أراضينا، وإنما أنني ضد تواجد كل هذه الدول وغيرها، فنحنُ أحق بأن ندير بلادنا بأنفسنا .

من أراد أن يقف إلى جانب الشرعية، وإلى جانب المواطن في عدن، وفي كل ربوع اليمن، عليه أن يحط يده بيد الحكومة والشعب اليمني، وأن يعمل على إخراج اليمن مما هي عليه، والنهوض بالمحافظات المحررة، وعلى وجه الخصوص (عدن) .

من أراد أن يكون حليف وشقيق، عليه أن لا يكون أداة تخريبية تديرها أيادي قذرة من أجل مصالحها في اليمن، وأن يكون أد تدخله في اليمن، مالم فأفضل له أن ينسحب، فالانسحاب طيب للضعفاء والجبناء والحقراء ...

لن نُضيع سنوات من الكد والتعب وسفك الدماء الطاهرة، من أجل تحرير عدن والمحافظات المحررة من التدخل السافر لبعض الدول التي تسمي نفسها شقيقة، فنأتي بتدخل آخر يدخلنا في دوامة أخرى .

إذا كانت الإمارات وتركيا يريدان تصفية الحسابات فيما بينهما فعليهما أن يبتعدا عنا بصراعاتهما ويخرجان في ساحة وجغرافيا خارج اليمن، ويثبت كلاً منهما رجولته بعيداً عنا .

كل ما نريده اليوم أن تعود الحكومة وكافة الوزراء والمسئولين، ومؤسسات ووزارات ومكاتب الدولة للعمل من داخل العاصمة المؤقتة عدن، ومن جميع المحافظات المحررة، أما أن تبقى الرئاسة والحكومة اليمنية في الخارج، فهذا هو ما سيبقينا على دائرة الفشل والسير إلى المجهول .

فنصيحة لمن يتغنون بأن محاولة اغتيال المسئول التركي في عدن هو الطريق المفتوح للتدخل التركي، فعليه أن يعلم أننا نجاهد من أجل إخراج الإمارات من أراضينا وأي دولة أخرى تحاول ان تصبح الأمر النهي علينا .