آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

الرسالة التي قتلت الشيخ راجح لبوزة

الخميس - 15 أكتوبر 2020 - الساعة 08:31 م
كمال البعداني

بقلم: كمال البعداني
- ارشيف الكاتب



في مثل هذه اليوم 14 اكتوبر من عام 1963م كانت قوات من جيش ( الجنوب العربي) كما اسمته بريطانيا تزحف في اتجاه منطقة الثوار في ردفان للقضاء على الشيخ راجح لبوزة ورفاقه والذين قدموا من شمال الوطن بعد قتالهم هناك دعما لثورة سبتمبر . وعند عودتهم ارسل في طلبهم الضابط البريطاني في الحبيلين رسالة بإسمه وبإسم حكومة اتحاد الجنوب العربي طالبا منهم الوصول اليه مع الاسلحة التي جلبوها معهم من الشمال وغرامة ( 500) شلن عن كل شخص مع تعهد بعدم العودة للقتال في الشمال مالم فسيكون العقاب .. . وقع على هذه الرسالة الى جانب الضابط البريطاني النائب محمد حسن علي نائب مشيخة ردفان .. وصلت الرسالة الى الشيخ لبوزة فاجتمع مع اصحابه واتفق الجميع على الرد بالرسالة التالية ( حضرة الضابط السياسي في الحبيلين والنائب محمد حسن نائب مشيخة القطيبي . لقد استلمنا رسالتكم الموجهة الينا بخصوص عودتنا من الجمهورية العربية اليمنية وقد هددتمونا بإسمكم وبإسم ما قلتم انها حكومتنا ( حكومة الجنوب العربي ) ونحب أن نقول لكم أننا لا نعترف بكم ولا بحكومة جنوبكم العربي وان حكومتنا هي حكومة الجمهورية في صنعاء ونحن غير مستعدين لكل ما في رسالتكم ونحذركم من الاقتراب من حدودنا والذي يعتبر من الجبهة فما فوق ).. التوقيع. عن مجموعة العائدين راجح بن غالب لبوزة ((28 سبتمبر 1963م )) . وقد أورد هذه الرسائل المتبادلة كل من محمد عباس ناجي الضالعي في كتابه ( حقائق جديدة عن الانطلاقة الاولى لثورة 14 اكتوبر ). . وسالم حلبوب في كتابه عبد الناصر وثورة الجنوب. وكتاب الندوة الوطنية التوثيقية للثورة اليمنية 14 اكتوبر .. كما نشرت رسالة لبوزة صحيفة فتاة الجزيرة التي كانت تصدر في عدن في يوم ٢٣ اكتوبر . حمل هذه الرسالة إلى الحبيلين المناضل قاسم شايف وقد ارفق لبوزة. . طلقة رصاص ( زاكي كرام ) داخل الظرف ... جن جنون الإنجليز على هذا التحدي وتحرك الف جندي من جيش اتحاد ( الجنوب العربي ) تدعمهم الأسلحة البريطانية الحديثة والطائرات. تحركوا صوب ردفان وهناك دارة معارك ضارية غير متكافئة تمكن لبوزة ورفاقة من وقف تقدم الجيش إلا أن الطيران والمدفعية كان لها دور كبير في حسم المعركة واستشهد لبوزة بشظية مدفع في يوم 14 اكتوبر 1963م عن عمر 46 عام . واعتبر ذلك اليوم هو يوم انطلاق الثورة في جنوب اليمن ضد الاستعمار وحكومته ( الجنوب العربي ))... رحمك الله ايها القائد ورحم رفاقك .. هاهو المشهد يتكرر بعد سبعة وخمسين عام على رحيلكم .. هاهي بريطانيا تشرف على الوضع وهاهي قوات الجنوب العربي التي هاجمتكم تتشكل من جديد تحت مسمى احزمة ونخب الجنوب العربي . وهاهو الضابط السياسي والعسكري الاماراتي بدلا عن الضابط البريطاني وان كان تحت اشراف بريطاني وهاهو عيدروس الزبيدي نائب مشيخة الضالع الى جانبه ويأتمر بامره كما كان محمد حسن علي نائب المشيخة في ردفان ياتمر باوامر الضابط البريطاني .. وكما كانوا دعاة الجنوب العربي في الامس يستلمون بالشلن وبالجنية الاسترليني . هاهم دعاته اليوم يستلمون بالريال السعودي والدرهم الاماراتي .. نفس الاساليب ونفس الوجوه ونفس المسميات التي رفضتموها وقاتلتم ضدها هاهي تعود من جديد والغائب الوحيد هو الشيخ راجح بن غالب لبوزة فهل من لبوزة في هذا الزمان ؟