آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-10:02م

رحل الصباح رجل الإنسانية وبقي أثره

الإثنين - 05 أكتوبر 2020 - الساعة 01:48 م

شرف الكبسي
بقلم: شرف الكبسي
- ارشيف الكاتب


رحل الصباح وبقي أثره ،  إذا تحدثنا عن الإنسانية فخير أميرٍ أو زعيمٍ يوصف بها لا بشهادة أحد سوى شهادة الصالحين والعلماء الربانيين ، كل هذا ليس إلا لمواقفه التي أجبرتنا أن نثني عليه حيًا وميتًا .

فلقد أسر قلوب الملايين من محبيه بإنسانيته وإيمانه بالقضايا الإسلامية كقضية فلسطين وسوريا واليمن ، فقد كان خير نصيرِ وخير زعيم، فختم لك حسن الخاتمة ولم نسمع عنه أن طبع أو تمالأ بحق الشعب الفلسطيني وقضيته .

أسر قلوب الملايين بخيره وعطائه وإيمانه بالإخوة الإسلامية وبحق الجوار، فظل يحاول تكرارًا ومرارًا إلى جمع الفرقاء السياسيين اليمنيين إلى طاولة الحوار ، ليحيا ويعيش اليمنيون بأمن وسلام، ولم تكن الإنسانية بحقه الى هنا فحسب ، بل كان له مواقف مخلدة يشهد لها الداني والقاصي بحق إخواننا السوريين ..

منذ سنوات وأنا أتتبع بتأمل سياسة الكويت فأجدها نِعمَ الشقيقة ونعمَ الشعب شعبها ،،فلا أجمل من أن يترك الإنسان أثرًا ليحيا به بعد موته ، وما أصدق قول الشاعر : 

كن في الدنيا كأنك عابر سبيل ****واترك ورائك كل أثر جميل 

فما نحن في الدنيا إلا ضيوفَ**** وما على الضيوف إلا الرحيل 

رحلت أيها الصُباح الضيف ، فظل أثرك باقِ ، وبات الناس يثنون عنك قولًا حسنًا  ، فلنعمَ الفضل ما تركت ، ولنعم الخير ما أعددت  ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله .

آن الأوان أن نرد الفضل لصاحبه ليظل التاريخ شاهدًا ، وإن كان الرب خير الشاهدين .

في يوم رحيله ..ضجت مواقع التواصل بالتعازي لشعب الكويت وحكومته منها حسابات الشعب اليمني المكلوم ، فما بتُ أنتقل الى موقع أو صفحة شهيرة إلا ووجدت وجه الخير نصب عيني ، ولسان حالي يقول : عملت خيرًا ، فجُزيت شُكرًا ، فلتنم قرير العين يا رجل العطاء والإنسانية .

 

إلا أن ثمةَ من يجهل خيرات هذا الرجل المحسن بفضله ، وبماله وكرمه الذي استُخلف فيه ، حيث أني سأوجز بالمختصر الشديد غُيضٌ من فيضٍ مما  شُيد بعضًا من الأعمال الخيرية والتنموية تجاه الشعب اليمني الذي لن ينسى معروفه مهما طال الزمان أو قُصر  : 

لقد شيد وبناء الصرح العلمي الكبير –كلية الطب بــ جامعة صنعاء- وأنشأ مستشفى الكويت والذي مازال الى هذه اللحظة يخدم اليمنيين ، وحيث توالى خيره في مختلف المحافظات اليمنية فبنى مستشفى الحديدة العام ، وبنك الدم والمختبر المركزي ، وساهم في بناء خمسون مدرسة إبتدائية واعدادية وثانوية ، وبناء دار الكتاب بصنعاء ، وساهم أيضًا في تعبيد شبكة الطرق وبناء الهيئة العامة للصيران المدني والأرصاد ، ومبنى كلية الشرطة ، ولم يتوقف فضله وخيره في البناء فحسب ، بل وتكفل بدفع  رواتب المدارس الثانوية وجامعة صنعاء لعدة سنوات ..

وكان يتتبع حال اليمن في الشدائد والمحن حيث كان له موقفًا إنسانيًا لا ينسى ، فلقد نال شرفُ العون والمساعدة لبناء مساكن للمناطق المتضررة من الزلازل التي ضربت ذمار عام 1982م 

والحديث يطول في هذا الشأن ، وما هذا إلا من أقل الواجبات التي يتوجب علينا أن نقولها في لحظة لا يمكن لذاكرة كل من يؤمن بقوله " وهل الجزاء الإحسان إلا الاحسان " إلا أن يحسن إليه بالقول الحسن بذكر منجزاته أمام شعبنا الكريم ، والذكر الطيب الذي به يشفع له في ثراه .

وإن كان للمعروف معنى أخر وهو إما أن تصنع خيرًا أو تكف إذاك عن الآخرين ، فلقد كان الصُباح فاعلًا للخير ، كافًا أّذاه عن الغير وإن حصل ما حصل فنسأل من الله له العفو والمغفرة  ..

فشكرًا للكويت حكومةً وشعبًا ، ونأمل أن يكون أميرهم الحالي ممن يقال فيه خيرُ خلفٍ لخيرُ سلفٍ ، وعليه أن يستنَّ بمن أسر قلوب الملايين بساسيته الحكيمة وقوميته العربية  تجاه الشعوب العربية والإسلامية ، ومن كان مستنًا فليستن بمن قد مات ، فإن الحيَّ لا تؤمن عليه الفتنة..

ختامًا وأخيرًأ

عزائنا ومواساتنا للأمة الإسلامية وللكويت حكومة وشعبًا برحيل أمير الإنسانية والعطاء ، وحفظ اللهُ الكويت حكومةً وشعبًا من كل مكروه ، ورزقهم الله البطانة الصالحة