آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-05:29م

مبادرة مجتمعية لتفعيل التعليم في اليمن

الإثنين - 05 أكتوبر 2020 - الساعة 11:53 ص

عبدالرحمن علي علي الزبيب
بقلم: عبدالرحمن علي علي الزبيب
- ارشيف الكاتب


توقف التعليم في اليمن وأصيب بالشلل منذ حولي أربعة أعوام وأغلقت المدارس الحكومية أبوابها نتيجة انقطاع مرتبات المعلمين وكوادر التربية والتعليم وانعدام الكتاب المدرسي وحتى اذا ماتم فتحها فهي خالية على عروشها وهذا يعتبر خطير جداً على حاضر اليمن ومستقبلها الذي سيغرق في مستنقع الجهل ويحطم الوطن لعقود قادمة استمرار توقف وانقطاع التعليم في اليمن معناه اختفاء الطبيب والمهندس والقاضي والمحامي والشرطة والجيش والصحفي وكل تفاصيل الحياة ستختفي لأنهم جميعاً ثمرة التعليم وبتوقف قطار التعليم يتوقف الجميع في محطة الجهل الذي يختفي الجميع في ثقبه الأسود ويعم الجهل والظلام.

ولاهمية التعليم في نهضة وتنمية وتطوير الشعوب والذي يعتبر المعلم هو الأساس وحجر الزاوية في التعليم  فقد تم تخصيص  اليوم الخامس من شهر أكتوبر من كل عام كيوم عالمي للاحتفال بالمعلم.

وبمناسبة يوم المعلم الدولي الذي يوافق الخامس من شهر أكتوبر من كل عام ويوافق في عامنا هذا يوم الاثنين 5/10/2020 أطلق قانونين وناشطين مجتمعيين مبادرة لتفعيل التعليم ومعالجة اختلالاتها  في اليمن بتفعيل نصوص القانون النافذة وتم إعلان المبادرة رسمياً عبر شبكة الهوية الإعلامية ( تلفزيون – إذاعة – صحيفة ) والذي ارتكزت المبادرة على الاهتمام بالمعلم سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة والاهتمام بقدراتهم وجودة اداؤهم والايفاء بمستحقاتهم المالية ورفعها وتحسينها وبما يحسن من جودة عطاء المعلم ومنح التعليم ومرتبات المعلمين أولوية قصوى في موازنة الدولة العامة وتم تسليمها رسمياً لوزارة التربية والتعليم ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات عاجلة من وزارة التربية والتعليم لإنفاذ المبادرة والذي عالجت المبادرة أهم مكامن معيقات تفعيل التعليم وأهمها الجانب المالي كون جميع الأطراف في اليمن يبررون اغلاق المدارس الحكومية وتوقيف التعليم في اليمن بسبب مالي وانقطاع المرتبات عن المعلمين وتوقف مخصصات ونفقات التعليم ومستلزماته ولكن ؟

هذا المبرر غير صحيح وهناك أسباب أخرى لانعرفها ونطالب وزارة التربية والتعليم في اليمن بتوضيح رسمي عن أسباب توقيف التعليم في اليمن رغم وجود الإيرادات والمخصصات المالية الخاصة بالتعليم ونفقاته ومرتبات موظفيه ومعلميه خصوصاً مع صدور قانون إنشاء صندوق دعم التعليم والمعلم في اليمن في شهر سبتمبر 2019م والذي لم نعرف مصيره حتى الان وأين تذهب الإيرادات الضخمة الذي نص القانون على توريدها للصندوق  حيث خصص القانون موارد ضخمة جداً لهذا الصندوق  يستطيع الصندوق دفع كافة مرتبات المعلمين وجميع كوادر التعليم في جميع محافظات الجمهورية اليمنية ودفع كافة النفقات التشغيلية والإدارية والكتب المدرسية وترميم وإنشاء مدارس حكومية باستمرار ودون أي انقطاع حيث خصص القانون المذكور الإيرادات التالية :

1- المخصصات السنوية التي تعتمدها الحكومة في الميزانية العامة للدولة.

2- المساعدات و التبرعات و الهبات المقدمة للصندوق بما لا يتعارض مع احكام التشريعات النافذة.

3- 2 % تضاف إلى ضريبة مبيعات القات.

4-  1% تضاف إلى الرسوم الجمركية للسلع و البضائع في المنافذ الرئيسية.

5- 1% تضاف إلى قيمة تذاكر السفر البرية والجوية والبحرية الداخلية والخارجية.

6- 0,5% تضاف إلى قيمة كل كيس اسمنت محلي أو مستورد وزنه “50” كجم معبأ أو سائب.

7- 2% تضاف إلى قيمة كل عروسة سجائر محلية أو مستوردة.

8- 1% تضاف إلى قيمة كل فاتورة اتصال هاتفي (الثابت أو النقال) و خدمات الانترنت.

9- 0,10% تضاف إلى قيمة كل كرتون مياه معدنية و جميع العصائر و المرطبات و المشروبات الغازية المحلية و المستوردة.

10- 200 ريال عند منح أو تجديد رخص الإقامة وتأشيرة الدخول والخروج وتصاريح العمل للأفراد غير اليمنيين.

11- الاستقطاعات و الجزاءات الشهرية على موظفي وزارة التربية و التعليم

12- ريال واحد تضاف على كل لتر من البترول و الديزل و الغاز المحلي أو المستورد.

13-  50% من قيمة الرسوم المدرسية السنوية.

14- ما تخصصه الدولة من مبالغ في الميزانية العامة لأغراض ترميم و صيانة المباني والتجهيزات المدرسية.

وبحسب تصريح رسمي منشور لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو – فإن تنظيم اليوم العالمي للمعلمين سنوياً بتاريخ 5 تشرين الأول/ أكتوبر منذ عام 1994، لإحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين.

وتضع هذه التوصية مؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين ومعايير إعدادهم الأولي وتدريبهم اللاحق وحشدهم وتوظيفهم وظروف التعليم والتعلم أما توصية اليونسكو بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي فقد اُعتمدت في عام 1997 لتكمِّل توصية عام 1966 فيما يخص أوضاع هيئات التدريس والبحوث في التعليم العالي.

كل عام يتم الاحتفال بيوم المعلم الدولي تحت شعار يسعى الجميع لتحقيقه خلال العام وتم تخصيص  موضوع احتفال عام 2020 باليوم العالمي للمعلمين بعنوان "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصوّر جديد للمستقبل" وسيكون هذا اليوم فرصة للاحتفال بمهنة التعليم في جميع أنحاء العالم وإجراء تقييم شامل لما أُنجز ولفت الانتباه إلى المعلمين الذين يمثلون نواة الجهود المبذولة من أجل بلوغ الهدف العالمي للتعليم القائل بعدم ترك أي أحد خلف الركب.

وبعد اعتماد هدف التنمية المستدامة 4 المعني بالتعليم وإقرار المرصد 4-ج المخصص لدور المعلّمين الرئيسي في تحقيق جدول أعمال التعليم لعام 2030 فقد أصبح اليوم العالمي للمعلمين فرصة للاحتفال بالإنجازات والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات المتبقيّة وذلك من أجل تعزيز مهنة التدريس.

وجدير بالذكر أنه يجري تنظيم اليوم العالمي للمعلمين بالشراكة بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للمعلمين

وفي الأخير :

نتقدم الى جميع المعلمين في العالم بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص بجزيل التحايا والتقدير بمناسبة يومهم العالمي ونطالب الجهات الرسمية وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم القيام بواجباتها القانونية وأن يكون الاحتفال هذا العام 2020 بيوم المعلم الدولي بإطلاق مرتبات جميع المعلمين وكوادر التعليم في جميع محافظات الجمهورية اليمنية وضمان استمراره دون انقطاع  وتحسين مرتبات ومستحقات المعلمين بما يؤدي الى رفع مستوى جودة التعليم واستمراره وتفعيل نصوص قانون انشاء صندوق دعم التعليم والمعلم الصادر في شهر سبتمبر 2019م من مجلس النواب والذي خصص إيرادات ضخمة لهذا الصندوق الذي بالإمكان تغطية كافة مرتبات جميع المعلمين في الجمهورية اليمنية دون انقطاع وكافة النفقات اللازمة لاعادة تفعيل التعليم في اليمن اذا ماتم تعزيز الشفافية الشاملة في إيرادات ومصروفات الصندوق.

كما يستلزم على المجتمع بكافة اطيافة الضغط الإيجابي على الجهات الرسمية للتجاوب السريع مع المبادرات المجتمعية الهادفة الى تفعيل التعليم في اليمن وضمان إعادة تشغيل كافة المدارس والمرافق التعليمية في كافة محافظات ومديريات اليمن لان خطر استمرارية انقطاع التعليم في اليمن سيكون وخيم لمستقبل اسود ومظلم جداً فالجهل يدمر كل شيء ويحول الوطن الى مستنقع بائس لافكاك منه وان يسعى الجميع لتفعيل وتطبيق وإنفاذ مبادرة مجتمعية لتفعيل التعليم في اليمن بامكانيات وطنية بمناسبة يوم المعلم الدولي.