من على منبر جامع منطقة بحيرة مديرية شبام حضرموت بدأ خطيب الجمعة الشيخ و الداعية يوسف بن فاضل خطبته بالثناء على الله و الصلاة على رسول الله صلّ الله عليه و سلم و على أصحابه المكرمين .
تناول بعدها الأخطاء الحاصلة في توزيع الميراث بقصد أو دون قصد و النتائج السلبية المترتبة عنها كالقطيعة بين الأهل و الأقارب .
أول الأخطاء تقسيم الورث دون النظر ما على الميت من ديون و حقوق و وصية مستدلاً بقوله تعالى من بعد وصية يوصى بها أو دين .
من الأخطاء أيضاً اعتقاد بعض الناس أنّ توزيع الورث يقتصر على المال فقط بينما هو يشمل كل ما يملكه الميت من بيوت و عقارات و سيارات و غيرها .
من الأخطاء التي أضافها تأخير قسمة الورث لسنوات و المشاكل التي تتفاقم و تتفرع بين الأحفاد مطالباً بتقسيمها في أقرب وقت ممكن تجنباً لضياع الحقوق .
من الأخطاء الأخرى تدخل بعض الأزواج في ورث زوجته و كذا الأبناء في ورث أمهم و تحريضها مما يسبب مشاكل و قطيعة بينها و بين أخوتها منوها بترك الحرية لها بين المسامحة أو المطالبة بحقوقها .
و الخطأ الأخير ظلم البنات في حق الميراث مستدلاً بقوله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين .
و اختتم خطبته بقصة شهد أحداثها أحد أئمة مساجد وآدي حضرموت حيث كان مسافراً حينها في إحدى الدول العربية و طالبه بروايتها ، حيث خمسة أبناء لأب توفي و عند محاولة وضعه في اللحد ما دخله ، فطلبوا توسيع القبر لثلاث مرات دون فائدة و كانت أيدي أبناءه ترتعش من هول الصدمة .
ثم قال رجل حكيم لهؤلاء الأبناء ماذا فعل أبوكم و ظلم مَن حتى يحصل له هذا !
فقالوا لقد ظلم خمسة ، ثلاثة موجودين في المقبرة و باقي امرأتين .
فسامحوا الثلاثة بعد إقناعهم بتسديد ما عليه و ذهبوا إلى الإمراتين و بعد محاولات طويلة و شاقة سامحن كليهما .
عادوا إلى المقبرة و قالوا لهم ادخلوه الآن فدخل بكل سهولة .
في الأخير استفيدوا من تلك الأخطاء و تقيدوا بشرع الله و احذروا دعوة المظلوم و حللوا أنفسكم مما اخذتموه باطلاً قبل فوات الأوان و قبل أن تضيق القبور .
و دمتم في رعاية الله
