آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-11:33ص

على خُطا التصحيح

الثلاثاء - 22 سبتمبر 2020 - الساعة 11:22 م

احمد علي مقرم
بقلم: احمد علي مقرم
- ارشيف الكاتب


على وقع الأحداث  والسخط  الشعبي الذي  تشهده  مدن ساحل حضرموت بسبب تردي الخدمات الأساسية  من ابرزها أنهار  المنظومة الكهربائية برمتها وكذا الخدمات الاخرى المتعلقة بمعيشة المواطن  الذي لايكل ولايمل في سبيل الحصول على لقمة عيشه ليل نهار .

حالة من الغليان والأحتقان التي شهدتها  عاصمة محافظة حضرموت مدينة (  المكلا) وبعض المدن الاخرى مما شكلت لون  من فقدان الثقة بالسلطة المحلية بالمحافظة ربما وصلت  الأمور  إلى الشك في بعض المكونات السياسية لكن بنسبة ضئيلة لاتذكر.

وعطفا على ماسبق ذكره،  فقد دعت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن/ فرج سالمين البحسني إلى لقاء عام بالمكونات والأحزاب السياسية والفعاليات  المدنية والقبلية والدينية  لتدارس الوضع العام المتأزم نتيجة  الأحتقان والغليان الشعبي وهذا في حقيقة الامر خطوة طيبة وإن  كانت متأخرة لكنها بداية موفقة للخروج بموقف شجاع ينهي معاناة المواطن ولو بشكل نسبي.

السلطة وحالة الانعزال

لقد كانت   قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لاتولي اهتماما كبيرا  بالفعاليات  المدنية والمكونات والاحزاب السياسية والدينية   بل ظلت  منعزلة تماما  عن الآخرين ،  وعندما وصل الامر بان تخرج الامور عن سيطرتها تداعت إلى اللقاء لأنه  من الصعوبة بمكان  أن  تواجه الجميع بمفردها فكان الأحرى منها تدارك الأمور  من البداية قبل أن تستفحل  ووصولها  إلى نمط  يفقد الثقة عنها.

لقد وضعت سلطة حضرموت اليوم  الجميع أمام  اسباب  الوضع الراهن وتعقيداته طالبة منهم الوقوف والتكاثف  في سبيل مواجهة التحديات الراهنة من خلال تخلي الحكومة الشرعية عن واجباتها تجاه المحافظات  المحررة على وجه العموم و محافظة حضرموت على وجه الخصوص مما حدا بجميع الأطر  السياسية والمدنية والقبلية والدينية  بالمحافظة  الى تقديم الرؤى  والمعالجات المناسبة بغية انتشال الوضع الخدمي المأساوي الذي يعاني منه المواطن .

التحالف العربي وأدواره المطلوبة

كلنا يدرك أن التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة جاء لاعادة الشرعية إلى مكانها الطبيعي،  فبمرور ست سنوات على الحرب ظل الشعب على أمل  أن تنتهي هذه الحرب ويحل السلام في ارجاء المعمورة فتحررت مناطق ومحافظات بأكملها لكن مايحز في النفس هو تردي الخدمات الاساسية فيها مما يلقي الشعب اللوم عليه باعتباره الداعم الحقيقي لمختلف الأطراف السياسية الفاعلة على الأرض مطالبا منه باتخاذ خطوات عملية يستشعر الجميع مدى جديته في إعادة الأمل لا فقدانه.

لاشك أن التحالف العربي ممثلة بمملكة الحزم وإمارات العطاء له أدوار واسهامات في كبح جماح المليشيا على الأصعدة كافة على الرغم من أن هناك إخفاقات موضوعية لكن في نهاية الأمر  ستؤدي حتما  إلى التصويب متى ماوجد التقييم الحقيقي لاستراتيجيته تجاه اليمن عسكريا وسياسيا

 

الخطوات القادمة

لقد شاهد الجميع على مرأى  ومسمع كلمة محافظ المحافظة  التي القاها في اللقاء الذي نظم صباح الثلاثاء بالمكلا  وتهديداته الرامية  إلى  توقيف تصدير النفط من ميناء الضبة  فهذا الامر لا يمكن ان يتحقق إلا بالتفاف نخبوي وشعبوي إذا صدقت نوايا الجميع  لان السلطة بمفردها لا تستطيع فعل ذلك لانها  يجب أن تكون مع الشعب إدا أرادت  النجاح.

خلاصة القول يجب على السلطة المحلية بالمحافظة إذا ارادت الخروج من عنق الزجاجة بسلام عليها أن  تكون بالقرب من الجميع   لامنعزلة عنهم ، والإستماع  إلى مقترحاتهم  وحلولهم من أجل  تفعيل دورهم لخلق مناخ  يستشعر منه   الجميع بمسؤولية مشتركة تقع على عاتقهم  ،حينها يمكن الخروج بالمحافظة الى بر الأمان.