آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-08:10م

سلام أم تطبيع !

الخميس - 17 سبتمبر 2020 - الساعة 08:42 م

شرف الكبسي
بقلم: شرف الكبسي
- ارشيف الكاتب


صديقي الذي أتحسر على فهمه القاصر بقضية من المفترض أن تكون من القضايا التي يعتبر فهمها فريضة شرعية

وضرورة إنسانية - لاسيما - في الوقت الراهن..

قال لي : يا أخي، الإمارات والبحرين على حق بمبادرتهما للسلام!

قلت : أي سلامٌ تعني ؟

عليك أن تتحرى التدقيق الوصفي قبل أن تكيف المسألة على فهمك القاصر..؟فالسلام لا يكون إلا بين الأعداء و المتحاربين ، فالإمارات وبنو صهيون... هل هما متحاربان؟

قال لي : هيا ناهي ...إحنا اليمنيين نتقاتل فيما بيننا ودماء تسيل، واليوم جئتم تستنكروا وتدينوا السلام الحاصل ،

!وتناسيتم أن الحرب بين اسرائيل والدول العربية هو لصالح إيران والشيعة

طيب... عليك أن تدرك أن هناك عدة اعتبارات لابد أن تأخذهنَّ بالحسبان عند الخوض في مثل هذه القضية:

أولًا وقبل كل شيء ..الشأن شأن الشعب الفلسطيني وحكومته ، فمتى رضخوا للسلام قلنا ونحن معكم لييييش ؟

لأن الشهداء هم فلسطينيون ، والنساء المغتصبات في سجون الإحتلال هنَّ فلسطينيات ، والأطفال الأيتام هم فلسطينيون ، والبيوت المهدمة هي بيوت فلسطينيين ، وليس لنا نحن - كفضوليين - سوى الأقصى الشريف الذي هو - من مقدسات المسلمين على بقاع المعمورة - إذن ولا كلام إلا بعد أن نترك الأمر لأهله ، وعلينا أن نحترم أنفسنا ،

.ونحترم سيادة دولة فلسطين ، والتدخل في شأنها يخالف القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.

وأما قولك يا صديقي ، أننا نتقاتل فيما بيننا ، فأنت محقٌ ، ولكن هذا ليس مبرر للصهاينة أن نعقد معهم اتفاقيات حتى

يدوسونا بأقدامهم بطريقة شرعية ؛ فالشعوب العربية مضطهدةٌ ومداسةٌ من قبل أمريكا واسرائيل من قبل أن آتي الى هذا العالم ، فلسنا منقصين نشرعن لهم بقوة الإتفاقية التي يوهمونا بها

ثانيًا : قل لي بأي صفة يحق للإمارات أن تطبع مع الكيان المحتل ، هل ذاقوا مرارة الحياة كما ذاقها الشعب الفلسطيني منذ الستينيات؟ هل عرفوا كيف مرارة الحياة تحت الإحتلال والصورايخ والحصار؟

بل هم يعيشون في رغد العيش يتمتعون بما لذّ وطاب ، وللعلم فالعاهرات ، والبارات والمراقص الليلية تجدونها في الإمارات وبالتحديد في دبي ، إذن يا بن زايد يا أحمق ، هل تساوي نفسك برجالٍ تربوا على الجهاد وميادين القتال في الشدة والرخاء، رجال حفروا أنفاق أرضية بالكيلوهات حتى أرغموا الإحتلال الصهيوني دروسًا لن ينساها حتى يوم الدين.

رابعًا : إقرأوا التاريخ وسيرة النبي "ص" وعوا أن اليهود نقَّاضون للعهود منذ خيبر وما بعدها ، وأنهم لا يتمنوا الخير للمسلمين بأي حال ، والذي لا يؤمن بتأريخ الماضي ، فليعِ تأريخ اليوم ما فعلت "مصر والأردن " وما نتائج التطبيع ؟

ثالثًا : ترامب يبشر العالم بأن السعودية ستلتحق بركب البحرين والإمارات بالتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل ، فهذا ليس بغريب ، فالحليم لن يندهش أو ينصدم ؛ لأنه يدرك سياسة المراهق بن سلمان وكيف يتعامل مع أمريكا ، فالسعودية ومن على شاكلها حالهن يكمن في قوله تعالى (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ)52  المائدة

ختامًا وأخيرًا : 

صديقي قالها ليس إلا نكايةً بالإخوانجيين والشيعة ، وأنا أُجزم أن الشيعة والإخوان إن استمروا على هذا المبدأ فهي نقطة تأريخية تضاف إلى رصيدهم ، وشرفٌ لي ولكل مسلم أن ينتسب إلى تلك الجماعتين المارقتين!

وعلى فكرة لا أخفيكم أنه يعيش في مجتمع قبلي قائم على الثأر حتى اللحظة ، لذا الأحرى به أن يصلح ما حوله ومن

ثم يتدخل بشأن المجتمع اليمني ككل ، ثم ننتقل الى قضية فلسطين.

 #لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل .