آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-03:36م

غياب النخب السياسة في الازمة اليمنية

الجمعة - 11 سبتمبر 2020 - الساعة 04:38 م

وائل لكو
بقلم: وائل لكو
- ارشيف الكاتب


 

وائل لكو

تدخل الحرب في اليمن عامها السادس دون أي حلول قادرة على فرض السلام في البلد الممزق والمنهك بفعل الاجندات الخارجية وغياب النخب السياسية القادرة على توعية الجماهير بالأرث التاريخي العظيم لتاريخ اليمن والمؤسس لأول جمهورية في شبه الجزيرة العربية رفضت الحكم العائلي السلالي المهمش للطاقات والابداعات والفارض لسلطة العائلة المتحكمة بمقاليد الأمور، فمع نشوء الجمهورية في اليمن في فترة ستينيات القرن الماضي تكونات جمهورية في الشمال والجنوب، كانت الجمهورية الجنوبية متكونه على أسس واهداف الثورة التحررية والمدعومة من قوى التحرر العربي والتي سرعان ما اعلنت توجهه الاشتراكي غير المتفق مع قدرات الدولة الفتية التي اشتعلت النيران من حولها لتأكل الثورة رجالتها المؤسسين وتنتهي بزوال الاشتراكية الحاكمة مطلع التسعينات مرمية في احضان جمهورية الشمال التي تكونت مطلع الستينات بأنقلاب الجيش على سلطة الأمامة الزيدية الحاكمة في الشمال لتؤسس لجمهورية القبيلة المتحالفة مع صغار الضباط غير المؤهلين والتي ارتهنت للقوى الأقليمية لدول الجوار لينتهي بها المطاف حاكمة لشمال اليمن وجنوبه منتصف التسعينات. 

الشئ الموحد للجمهوريتان ارتهان حكامها للخارج، وتنفيذ ما يملى عليهم في مقابل مدهم بالدعم المخفف لمعانة شعبهم والمخفف لحدة الفقر والمسخر لكسب الولاءات وشرأ الذمم بعيداً عن تشكيل النخب السياسية واتاحة الفرص لتنافس الاحزب حول اجندات تلبي رغبات الجماهير وتضع الخطط المستقبلية الكفيلة براحة المواطنين وتأمين سبل العيش لهم بعيداً عن التسول المذل لدول الجوار. 

يدفع اليمنيون اليوم ثمن الصراع العبثي باجندات خارجية يتم تصفيتها على ارضهم بل ان الصراع صار اليوم يبحث عن إعادة رسم خارطة منظومة الحكم في الدولة المتحكمة بمصير الحرب في اليمن من خلال تصفية الاسرة الحاكمة من الداخل للرافضين لمنظومة الحكم الجديد فيها، والاكتفاء بتصوير الصراع في اليمن وكانه صراع قوى داخلية يتم جمعها عند الكفيل لعقد الاتفاقيات الصورية واحتجاز رجال الدولة دون تقديم الحلول والوفاء بالوعود الكفيلة بحقن دماء اليمنيين. 

ان انعدام الموارد ورفد الخزينة العامة بالأموال أحال اليمن الى بلد خرب لايقوى على توفير اللقمة والمعيشة الأمنه للشعب فلا خدمات تذكر ولا رواتب تصرف ولا تأهيل يمنح لأعادة الأمل لليمنيين. 

وكل ما يصرف هو لأستمرار وأطالة أمد الحرب طالما وانها تعود بالنفع للمقربين والموالين. 

ان اليمن بحاجة ماسة للعقلاء الذين يعودون بالأمان لشعبها ولن يكون ذلك الا بحل يرضي جميع الأطراف ينهي أصل المشكلة المتمثل بالوحدة غير المتزنة التي ارهقت اليمنيين وعمدت على توحيد مشاكلهم وازدياد تعقيدات المشهد السياسي، وصار الأمر بحاجة الى اعادة رسم خارطة التحالفات وفق قواعد مرضية لكل الأطراف ولن يكون ذلك مجدياً الا بوجود عقلاء وخبراء بالشان اليمني وتعقيداته قادرين على حلحلة العقد وإيجاد الحلول، فالقول ان القوى الحالية قادرة على الحل وهي متمترسة وفق اجنداتها الضيقة لن يكون قول صحيح، والبحث عن النخب السياسية المستقلة بعيداً عن الاجندات المناطقية اوالمصالح الحزبية الضيقة كفيل بإيجاد حل مرضي لجميع مشاكل اليمن.