آخر تحديث :الأربعاء-17 أبريل 2024-12:29ص

الريال في الهاوية

الأربعاء - 09 سبتمبر 2020 - الساعة 08:58 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


  واصل الريال خسائره المعتادة امام العملات الأخرى ،  حيث بلغ سعره مافوق ال800 مقابل الدولار الواحد ،  واذا واصل التراجع بهذه الوتيرة فقريباً قد يصل سعره 1000 مقابل الدولار ، حينها تكون توابعه كارثية على

شعب مثخن و متخم اساساً بالجروح و الكوارث و الحرب.

   العملة النقدية هي عنوان للبلد و قيمته تحدد قيمة الوطن و حكومته ، لكن الملاحظ ان هناك صمت مريب من قبل الحكومة ،  و يفترض على الأقل ان تعلن حالة طوارئ و يكون المجلس الإقتصادي في حالة إنعقاد تام لبحث ما

يمكن عمله حاليا لكبح جماح تهاوي العملة .

  ليست الحكومة هي المسئولة وحدها امام الشعب ،  بل الجميع، و يناشد كل من لديه ضمير و ذرة إنسانية و وازع ديني ،  مكونات و احزاب و ساسة و قادة ، و رجال الأعمال و الصيارفة و رجال وشيوخ الدين ، و إعلاميون ان يراعوا

الله فيه  ، فالصمت عن تدهور العملة يعني غلاء و بلاء و نزوح و هجرة و تمزق للمجتمع و قيمه و اخلاقه، و لن ولن بسلم احد عن  ذلك ،  فالشر يعم.

    تحت شعار الشرعية و الوطن و السيادة الوطنية و الدين دامت الحرب الأهلية في الصومال اكثر من عشرين عام ،  دفع فيها الشعب الصومالي الفاتورة غاليا ،  هجر من قراه و مدنه و اصبح متسولاً في شوارع الدول

الأخرى ،  ومن لم تغتصب من نساءه فقد عملت خادمة او في احقر الوظائف في منازل و صالونات الأثرياء ،  ماتت الطفولة بسبب الحرب و المجاعة و الأمراض.. غرق الكثير من الصوماليين في البحر قبل ان تصل بهم تصل بهم

قوارب النزوح إلى اماكن هجرتهم .

يتحدث الكل عن إنتصاراته على الآخر في مأرب و أبين و الضالع و الساحل ، و تتفاخرون بنوعية إسلحتكم التي تستخدمونها ،  و لا يتحدث احد منكم عن سعر القمح او الزيت الذي أرهق كاهل شعبكم ، بل وان ما تنفقونه على حربكم

هو من موارد الشعب و تشاركون في قتله جوعا في جريمة تعد حرب إبادة جماعية.

أطفال اليمن و نساءه و شيوخه أمانة في أعناقكم فلا تعرضوهم للمجاعة و التهجير و الهوان.