آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:19ص

من مناقب الدكتور منصور جميع عوض ومناشدة لعلاجه،،،

الأحد - 06 سبتمبر 2020 - الساعة 07:15 م

محمد فضل زيد
بقلم: محمد فضل زيد
- ارشيف الكاتب


عرفت على الاستاذ القدير الدكتور / منصور جميع عوض عند انتقالي الى التعليم في المدرسة المتوسطة في جعار عاصمة حاضرة سلطنة يافع بني قاصد (يافع الساحل ) اواخر ستينيات القرن الماضي .. كانت سيارتين تقل الطلاب الملتحقين بالمدرسة المتوسطة في جعار من ابناء الحصن وباتيس والرواء وكان سكني في قرية الرميلة الغربية والتي تبعد عن الخط الرئيس بين جعار والحصن تقريبا اثنين كيلو متر .. وكنت انتظر وصول السيارات التي تقل الطلاب ذهاب واياب الى المدرسة المتوسطة في جعار ومن الاساتذة الذين ضمن السيارات الاستاذ طيب الذكر منصور جميع عوض ،والاستاذ طيب الذكر علي حيدره الجابري والاستاذ طيب الله ثراه محسن سالم علي الدهولي . 

كانت المدرسة المتوسطة مدرسة مهابة جدا من حيث الانضباط للدوام والنظافة والانشطة اللاصفية واكتسبت ذلك من ادارتها التي كان اغلبها من الاساتذة الاشقاء السودانيين ،وكان مديرها المهاب جدا الاستاذ/ الرياح عثمان .
كان من ضمن انشطة الطلاب اللاصفية لجنة الزراعة والتي تعنى بحدائق المدرسة من الحشائش واشجار الديمن المثمرة والابقار والدواجن وكان يتم العمل على تسويق منتجات اشجار الديمن والالبان والبيض ولحوم الدواجن لصالح المدرسة وكان الاستاذ طيب الذكر الدكتور / منصور جميع عوض رئيسا لتلك اللجنة الهامة والفاعلة في المدرسة ،وكان بمثابة الدينامو المحرك لمجمل الانشطة للجان .
ومرت السنون وتفرق القوم بين الذهاب للدراسة خارج البلد وبين العمل .. ودارت الايام واعدنا للعمل واياه معا عند اعداد الخطة الزراعية السنوية لمحافظة ابين واتذكر كان رئيسا للجنة اعداد الخطة الزراعية لمحافظة ابين للعام الزراعي 82/81 ،وللامانة تم اعداد خطة زراعية لمحافظة ابين كانت خطة زراعية مكتملة الاركان كما يقال .. اذ شملت على اعداد مؤشرات المساحات المخططة للاستزراع وبحسب المواسم الزراعية ونوع المحاصيل المخطط لها على مستوى مديريات محافظة ابين وكذلك اعداد خطة المدخلات الزراعية للخطة من بذور واسمدة ومبيدات ...الخ .
كان طيب الذكر متميزا في كل عمل يقوم به او مهمة تسند اليه ،وكان لايبخل عن مساعدة ودعم الكوادر الناشئة والتي تعمل معه بالخبرة وادوات المعرفة وبكل اريحية ونفس طيبة .. وكان لايحتكر المعلومة ابدا او يحجبها عن غيره .
كان علما من اعلام اليمن الديمقراطية انذاك عامة وابين خاصة ،وله بصمات في مختلف النشاط الزراعي والتعاوني والتخطيط الزراعي واديب وكاتب من نوع السهل الممتنع وذو علاقات واسعة ومع مختلف الاجناس .. ومن تعرف عليه يظل عشقه الابدي في التعامل معه .وذو النكتة البسيطة الهادفة ،ويجمع بين المعرفة والالمام والاجادة لكافة اللهجات والامثال الشعبية المتداولة واهمها الزراعية والحياتية الاخرى وعلى مستوى اليمن عامة والجنوب خاصة .
وكان يهتم بحياة الافراد واهم تفاصيلها .. وعندما كانت البعثة الطبية الصينية العاملة في محافظة ابين في مستشفى الشهيد ناجي في منطقة المخزن /جعار .. كانت تربطة علاقة مميزة مع كامل طاقمها من رئيس البعثة الى الطباخ .. ومن المفاجأت ان يقدم لاعضاءها هدية بسيطة مثل وردة حمراء في عيد ميلاد احدهما .. مما جعل الاستغراب محيرا بينهم في تذكار طيب الذكر لاعياد الميلاد لهم في ارض الغربة .
ومن بعض نوادرة الجميلة .. عندما تم تعيين مديرا عاما لمكتب الزراعة في ابين نظرا لسفر السابق للدراسة العليا .. تم اقامة حفل موسيقي اتذكر في ساحة دار الضيافة في مدينة الكود .. وعمل على كسر عملية التسليم والاستلام الجامدة .. ففي الحفل تم الاعلان على تقديم هدية متواضعة للمدير السلف ..واخرى للمدير الخلف .. وماذا كانت هدية المدير الخلف .. سلة من القماش القطني فيها كافة مفاتيح ادارات مكتب الزراعة في المحافظة .. كانت مفأجاة وغير مسبوقة وكانت شائقة جدا وذات ذكرى .
الارث الخاص بطيب الذكر كثير جدا جدا ومتنوع .
مانطلبه اليوم من ذوي القرار في السلطة ومن كافة المحبين والزملاء والاصدقاء لطيب الذكر وعلى امتداد الوطن شمالا وجنوبا الوقوف الى جانبه والى جانب اسرته في محنة الابتلاء الرباني وتقديم العون والمساعدة وتسفيرة للعلاج خارج البلد بعدما تعذر علاجة فيها وبحسب افادة ذوي الاختصاص الطبي .
طيب الذكر .. لايملك الا سكن اسرتة البسيط المتواضع والقديم في منطقة الحصن.. حصن ال عطية ولاسواه .