في جميع دساتير الإنظمة الجمهورية بمختلف بلدان العالم ذات النهج الديمقراطي تؤكد ان الشعب هو مصدر السلطة وقوتها .
الحشود الشعبية الغفيرة التي وقفت اليوم على صعيد جبل الحرية بمصينعة شبوة تبعث اكثر من رسالة ولها أبعادها ودلالاتها تقراء من عدة زوايا ،فهي في المقام الاول تظاهرة معبرة عن مواقف ومطالب جماهير محافظة باكملها ولانها إرادة شعب يجب احترامها .
ولواخذناها من زاوية بسيطة وسطحية فإنها تعكس مستوى إستياء ابناء المحافظة الكبير والرافض للسياسة التي تدار بها محافظتهم سياسيا وإداريا وامنيا وامتعاظا عما يتعرض له مواطنوها من جبروت وإضطهادات وتعسفات وإقصاءات ومداهمات وتقيد للحريات في ظل الإستيثار بالسلطة والثروة من قبل حزب بعينه يتعمد التفرد بالقرار ويمارس كل اساليب الهيمنة والتسلط مرميا باللوائح والإنظمة والقانون عرض الحائط .
كما انها رسالة موجهة الى التحالف العربي مفادها ان إلاصرار على دعم وتشجيع والإعتماد على كيان سياسي اناني إقصائي لن يحقق لكم هدف بل يجعلكم تخسرون المزيد من مواقف ومساندة الرجال بحجم كمية هذه الجماهير الغفيرة في معركتكم المصيرية مع ايران ومليشياتها في اليمن .
اما دستوريا فهذه الحشود هي بمثابة استفتاء شعبي معبر عن إرادة الشعب وتمنحه شرعية إتخاذ القرار في تحقيق مطالبة تطبيقا لمادة الدستور النافذ تنص على ان الشعب مصدر السلطة ومنه تستمد قوتها .
بعد هذه الحشود الهائلة بات من الضرورة على قيادة التحالف اعادة النظر في وضع شبوة المخطوفة ...!
