فيروز ( بحبك يا لبنان) و ( لبيروت) و (زحلة) و ( مدينة المدائن).. غنت و شدت لوطنها و عاشت كل أحزانه و حروبه.. و خلال فترة المحنة اللبنانية كانت فيروز بمثابة الوطن لكل اللبنانيين..
في العام 1975م اشتعلت الحرب الأهلية اللبنانية وكان ذلك أثر حادثة عين الرمانة و التي تم فيها مهاجمة حافلة تضم طلاب و افراد من المقاومة الفلسطينية التي اعقبها تبادل للإتهامات بين قوى اليسار و اليمين اللبنانيتين ، الأمر الذي تطور إلى حرب أهلية دامت 15 عاما.. كانت البداية بين فرقتين يسار و يمين ، ولاحقا بين اليمينيين انقسهم و كذلك اليساريين... كل فئة أدعت حق الوصاية على الشعب و ما قتالها الا لذلك.. لكن الحقيقة ان الشعب كان ضحيتهم.. نزيفا للدماء و مزيدا من الشهداء.. علاوة على ان الحرب كانت قد اكلت الاخضر واليابس و أنهت و جود نظام الدولة و تحولت مدن لبنان إلى اطلال و أشباح ، كما انها سمحت لدول أخرى بإجتياح البلد كالإجتياح الإسرائيلي و كذلك السوري و تدخلات ودعم جهات خارجية للأطراف المتصارعة..
بعد 15 عام من الحرب و الدمار و نزيف الدم ، جلس المتحاربون على طاولة المفاوضات و بعد ان تمت التسويات بين داعميهم الخارجيين و أنتهت الحرب عام 1990م بتوقيع مايسمى بإتفاق الطائف او المحاصصة او ما عرف لاحقا بالثلث المعطل..
صحيح ان الحرب توقفت بالتوافق على الثلث المعطل ، لكنه عطل حياة الشعب اللبناني في ال30 سنة الماضية من عمره.. إنهيار في الإقتصاد و هبوط في سعر الليرة و غلاء في الإسعار و مبالغة و تمترس في مواقف المعطلين الذي عطل عمل الحكومة ، وبالتالي أنعكس التعطيل سلبا على معيشة الشعب..
قبل أيام فاجئ الرئيس الفرنسي ميكرون الشعب اللبناني بزيارته للبنان و على غير العادة ، بداء دخوله بزيارته لفيروز ، دخوله الناعم ذاك ، كان رسالة واضحة للساسة و قيادات الثلث المعطل مفادها انكم لا تمثلون الشعب اللبناني بقدر تعذيبكم له وجلاديه.. فيروز هي من تجمع اللبنانيين و لستم أنتم.. و الأيام القادمة ستكشف الكثير مما لم يكن في حسبان المعطلين و الشعب هو من يقرر..
تجربة لبنان و حربها الأهلية و الثلث المعطل و قيادات الإنبطاح و جلادي الشعب ليست بعيدة عنا هنا في اليمن.. نفس الحرب و نفس العمالة و نفس معاناة الشعب و ليس مستبعد ان يكون هناك تحضير لمحاصصة و ثلث معطل يعطل حياتنا كلها..
فهل لنا بمثل فيروز تجمعنا بعيدا عن قيادات و تجار الحروب.. هل تتوقف الحرب و يغادرنا الدخلاء و العملاء و يبقى الشعب و هو من يقرر مصيره دون وصاية من جلاديه؟