آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:12م

( حيى على خير العمل ) ..!!

الخميس - 13 أغسطس 2020 - الساعة 05:14 م

فضل محسن المحلائي
بقلم: فضل محسن المحلائي
- ارشيف الكاتب


لم نعد نفهم حتى تفسير الكلمات والمصطلحات الواضحة وضوح  الشمس في رابعة النهار من أخوتنا قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وناطقيه الرسميين فكيف لنا أن نفهم ما يجري منهم ومعهم خلف ( الدهاليز والكواليس ) – السياسية , من رفع السقف إلى عنان السماء إلى خفظه إلى قاع الحضيض , من مطلب ( التحرير والاستقلال ) – إلى إعلان الإدارة الذاتية الجنوبية ثم إلغائها بين عشية وضحاها , نحن نحكم على ظاهر الأمور أما  باطنها فلا يعلمها إلا الله , كان ومازال شعارنا ومطلبنا أفراداً وجماعات ومكونات سياسية حراكية جنوبية ( غالي ) – وسقفنا ( عالي ) – وهو عودة الحق الجنوبي كامل الحق ولا سواه , ماذا جرى ويجري ؟!- الجواب لا نعلم خطوتان سريعتان أقدم عليهما المجلس الانتقالي ممثلاً بقياداته الرشيدة في فترة زمنية قصيرة ( إقلاع ) – ثم – ( هبوط ) – أمران نقيضان لبعضهما البعض تصفهما القيادات الانتقالية والمتحدثين بأسمه بأنهما ( مكسبان ) -  في آن معاً ..!!

 

الخطوة الأولى هي إعلان الإدارة الذاتية الجنوبية والتي كان يعدها قطاع عريض من الشارع الجنوبي بمثابة خطوة صحيحة ولبنة أساسية في مدماك مطلب استعادة الحق الجنوبي الأرض والدولة والهوية الوطنية المستقلة وتم مباركة هذا الإجراء , الخطوة الثانية وهي النقيض التراجع خطوات إلى الوراء بإجراء مضاد وهو إلغاء الإدارة الذاتية الجنوبية بين غفلة وغمضة عين , كمواطن متابع للمشهد السياسي الجنوبي منذ انطلاق حراكه السلمي وصولاً إلى ما نحن عليه اليوم من حال ومنوال لم أعد أفهم ماذا يعنيه الانتقالي وقياداته وناطقيه بقولهم إعلان الإدارة الذاتية ( مكسب ) – وإلغاء الإدارة الذاتية برضه ( مكسب ) – أكون صادقاً معهم وما أقول إلا الصدق لقد تشابهت عليهم البقر وأختلط عليهم الحابل بالنابل وشعبان مع رمضان ولم يعد بمقدورهم التمييز بين المفاهيم والمفردات والمصطلحات المتضادة ( سمك لبن تمر هندي ) - ( فهموني كلموني علموني ) – كيف جمعتم بين الهرج والمرج ؟!- وكيف لنقيضان أن يجتمعان ؟!- وكيف تم توصيفهما من منظور واحد ؟! – قرارين متضادين ومتعاكسين ومتناقضين لوضعين مختلفين تم وضعهما في جراب واحد ,

 

كيف نفهم ونتفهم ذلك الإجراء إلا كمن يقارن بين الخير والشر واليسر والعسر والحق والباطل والجد والهزل والفقر والغنى والحرب والسلام والمرض والصحة والربح والخسارة والقبح والجمال والسم والدسم مقارنة بين هذه النقائض يعد توصيف ( معطوب ) – ومنطق ( مقلوب ) – بل ضرب من الجنون , الأشياء والأقوال والأفعال تسمى بأسمائها ولا يمكن بأية حال من الأحوال أن يُوصف ويُعرف أمران متناقضان ويتم الجمع بينهما ( النقيضان لا يلتقيان ولا يجتمعان )- وإذا كان الأمر كذلك من منظوركم هذا يعني إن شعار وهدف التحرير والاستقلال والعودة إلى باب اليمن سيان لا فرق بينهما , التوصيف الخاطئ والمقدمات الخاطئة تقودان إلى نتائج خاطئة وكارثية , بكل الأحوال القراران متباعدان عن بعضهم البعض بعد السماء عن الأرض والثرى عن الثُريا وتوصيفهما بمنطوق واحد وقياسهما بكفتي ميزان واحدة أمر غريب لا يقبل به إنسان عاقل , لا تحدثوني عن شرعية باب اليمن والقوى المنظوية تحت لوائها فهم بالنسبة لقضيتنا الجنوبية بين خصم جنوبي يريد التفريط بالحق الجنوبي المستحق لصالح ولاة أمورهم وأسيادهم في باب اليمن وعدواً طامع وغازي يريد تثبيت وترسيخ أقدامه على الأرض الجنوبية ليلتهم كامل الحق الجنوبي ,

 

 نحن نتحدث إليكم ونتخاطب معكم أنتم من تقولون  أنكم  تحملون هم وطننا ولواء قضيتنا الجنوبية العادلة , إجراء من هذا القبيل ( إلغاء الإدارة الذاتية )- إجراء كمن يبيع نقداً بدين ومُعجل بمُوجل ولا يمكن وصف قرار( ارتجالي)-  كهذا إلا أنه عودة إلى نقطة البداية ( خرط وتصفير العداد )- نزولاً عند رغبة الراعي الإقليمي وهذا بحد ذاته يعني تقديم المصلحة الإقليمية على حساب المصلحة الوطنية الجنوبية العليا , بل يعني الوقوع في شراك ( الطامح ) – وخوازيق – ( الطامع ) – لا نفهم ذلك إلا في إطار هذا السياق وأمر كهذا له عواقب على وضع ومكانة الانتقالي كمكون سياسي على المدى المنظور القريب والمتوسط وقد يؤدى ذلك إلى إضفاء حالة من التشرذم والتمزق داخل واقعنا السياسي الجنوبي أكثر مما هو عليه من أهترا وتمزق وبهذه الخطوة الارتجالية اجزم بأن رصيد الانتقالي سوف يتلاشى ويتآكل حتى بين أوساط أنصاره وهذا التململ أضحى جلياً  واضحاً ومحسوس الآن بل أكثر من ذلك فقد السواد الأعظم من أبناء الجنوب الأمل الذي كانوا يعلقونه على الانتقالي وقياداته للخروج من هذا المأزق عاجلاً وليس آجلاً وأضحى الحديث عن الفرج القريب والعاجل قصياً وبعيدا  .

 

 لقد أضحت العشوائية والتخبط في المواقف والقرارات وحتى الأحداث الجسام سمة غالبة إقدام ثم إحجام وتبرير ذلك على أنه نوع من أنواع التكتيك السياسي بمثابة ضحك على الدقون ولذلك نقول وبصريح العبارة كل المكونات السياسية الجنوبية التي تدعي تمثيل القضية وتحمل هم الوطن الجنوبي وفي مقدمتهم الانتقالي  لم يحسنوا تفعيل الخطاب السياسي إلى ترجمة عملية ملموسة ولم يفعلوا طموح وآمال ومعانات الجماهير الجنوبية على أرض الواقع , مجرد شعارات وبيانات وخطابات وتضحيات لم تصل إلى الغاية المنشودة وثقة الشعب بكم والقوة والوجود على الأرض ليس معناها الخضوع والركوع لأين كان ولا النكوص والتراجع والتنازل والتفريط بأبسط المقومات والمكاسب التي تحققت بفضل تضحيات الشهداء الأبرار وبطولات الأحرار والأخيار بشخطة قلم , اليوم المعانات هي نفس المعانات والواقع التعيس هو نفس الواقع التعيس بل أضحى أكثر تعاسة وأكثر تعقيداً واستفحالا من ذي قبل , وقياداتنا ما زالت تتصارع فيما  بينها على تقديم الولاء والطاعة لدول الإقليم المختلفة المشارب والمآرب وتتنازع  الظهور على الشاشات ومنصات الخطابة وعلى الشهرة والأضواء وتلهث وراء  مناصب ومكاسب رخيصة وحطام زائل والأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف المستور والإجابة وأخيراً الشارع الجنوبي المكلوم  والمظلوم والمهضوم في حقوقه والمغلوب على أمره يطالبكم بالتوضيح  الشافي والوافي والكافي ماذا تعنون بقولكم إعلان الإدارة الذاتية مكسب وإلغائها مكسب ؟!!! – ليعرف الشعب ساسه من رأسه ويُميز بين شخصية وهوية ( الحاج علي ) – من شخصية وهوية ( علي الحاج ) – والله يعينكم على الطلوع أما النزول قده هرولة – و – ( حيى على خير العمل ) .. !! .