آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

لا سامحش يا حكومة .. واحد يأكل وعشرة جوعى

الأربعاء - 12 أغسطس 2020 - الساعة 11:54 ص

عبدالله سالم الديواني
بقلم: عبدالله سالم الديواني
- ارشيف الكاتب


اتصل صديقي إلى أمه في ريف يافع يسألها عن صحتها واخبارها هي والاهل هناك، وبعد ان حمدت الله واثنت عليه وبأنها هي والأهل جميعا في صحة طيبة سألته سؤالاً محرفا تقول امه: ليش تأخرت علينا بالمصروف يا ولدي ولا معنا شيء بالبيت.. فأجابها بحرقة وحزن: يا أمي فداش روحي تعرفي اني ما بقصر معش ولا مع اهلي جميع، ولكن يا امي الغالية ما باليد حيلة نحن 4 أشهر بلا مشاهرة (راتب) والحكومة جوعتنا وهي راقدة بالرياض لا يهمها حالنا وحالش بلا وحال الناس الفقراء في الجنوب واليمن عموما، لان سبارهم وسبار عيالهم من كل ما لذ وطاب من السعودية ويوصل لهم الشهر بشهره ورحنا (نحن) لنا الله يا أمي.

فجاءتها الحليلة من كثر ما أثر فيها كلام ولدها فقالت: (لا سامحش يا حكومة واحد بياكل وعشرة جيعان).

هي تعني بذلك الحكومة ووزرائها بياكلوا كل شيء وهم بنعمة ولهم مشاهرة بالريال السعودي وعيالنا بلا مشاهرة وجياع وفي نفسها تقول: اين الرئيس وحكومة ما تسمى الشرعية التي تقول إن العالم كله معها ويدعمها سياسيا واقتصاديا؟! اين مسؤوليتها تجاه مواطنيها؟! الم تعلم ان موظفيها 4 أشهر أو أكثر والناس بدون مرتبات وفوق ذلك زاد سعر الروتي والسمك ثلاثة أضعاف وهو وجبة غالبية فقراء اليمن.

كهرباء ما فيش ويلصونها ساعتيكن أو ساعة ونصف وأربع ساعات طافي في ظل حر شديد يفوق أكثر من 45 درجة والمياه مقطوعة معظم الأيام، وأغلب الأسر أصبحت تلجأ إلى اّبار المساجد والذي ما يصدق يزور اقرب مسجد في عدن، وفوق كل ذلك وباء كورونا والأمراض التي يجلبها الى عدن عشرات الآلاف من الافارقة الوافدين يوميا اليها وهم ينتشرون في كل شارع وجولة وحديقة وبين السكان حاملين العديد من الامراض الى هذه المدينة وأهلها، ولا من يضع حدا لهذا التوافد اليومي من الافارقة الى عدن وتهيئة معسكرات خاصة بهم خارج عدن بعد كل هذه المعاناة التي يعيشها سكان عدن وما حولها من محافظات الجنوب .. أليست ام صديقي محقة فيما قالته عن هذه الحكومة الظالمة.. (واحد بياكل وعشرة جيعان)!!

لقد بلغ السيل الزبى ، ونفذ صبر الناس ويأملون تشكيل حكومة مصغرة ذات كفاءة وبعيدة عن الفساد تعيد لهم شيئا من مطالبهم الاساسية التي هي من صلب مهام أي حكومة في العالم.